لم تتصدر الصحف العالمية حوادث إرهابية فى قلب تل أبيب ولا سمعنا عن تهديد مدعشن اللهجة موجه للحكومة الإسرائيلية، ما أثار تساؤل وسخرية المحللين الاستراتيجيين والساسة، ولكن هناك الأخطر بداخل المجتمع الإسرائيلى اليوم بين المواطن الإسرائيلى على الضفة الأولى والحكومة الإسرائيلية على الضفة الثانية وفى وسطهما نهر من جليد وهاوية فسيحة لايسمع الأول الثانى.
فالمعارضة فى أى دولة من الممكن وصفها بأنها هشة أو مفتتة أو حتى مقهورة ! ولكن ليس الحال داخل إسرائيل هكذا..
فالمعارضة فى إسرائيل( تكنوقراطية) الطراز، حسب إحصائياتهم تستاء الأغلبية من ارتفاع الأسعار بنسبة تعادل ضعف استياء البعض الآخر من التوترات الأمنية، ولكن ليس المعادل الأمنى ولا الاقتصادى هما فقط مصدر الاستياء الشعبى ضد الحكومة .
وفى نظرة عرضية تجد الكثير من مصادر الاستياء والمعارضة على شتى الأنواع تكاد تتأرجح من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ! ولذا هى نوع جديد من المعارضة، وكأن كل مواطن داخل تلك الدولة هو دولة حال نفسها !!
فتجد المستاء جدًا من تصنيف دولته على أنها دولة عرقية ! والآخر الذى ينتقد فساد كبار المسئولين هناك والانتفاع بمناصبهم وتبديد المال العام !
وعلى لسان صحيفة (هارتز) الإسرائيلية منذ بضعة ساعات حذر مفوضى الأمم المتحدة قرابة مائة وخمسين شركة استثمارية بعدم تجديد عقوداتها داخل إسرائيل .
وأما (نيعومي خازان) نائب رئيس مجلس الكنيست سابقًا فحذرت فى مقالها الأخير فى صحيفة إسرائيل تايمز من تدنى لغة الخطاب الإسرائيلى وتدهور الحال ولغة السباب التى باتت تملأ مواقع التواصل الاجتماعى وأثير موجات الإذاعة.
وأضافت خازان أن هناك فارقا بين الفوضى وحرية الرأى والتى ترى أن اللغة المجتمعية فى إسرائيل تتسم بالفوضى والسب .
عاهدتنا الثورات الشعبية دائمًا على أن أسبابًا موحدة هى التى تخلق حالة الغليان والتأجج الشعبى فتولد الثورة، ولكن إذا كان داخل المجتمع الإسرائيلى اليوم أسبابًا كثيرة تخلق داخل كل مواطن حالة من السخط على الحكومة الإسرائيلية وإن كانت الأسباب مختلفة فهل يلد ذلك تأججًا شعبيًا أو انشقاقا بداخل المجتمع الإسرائيلى الذى عانى من الشتات قرون طويلة ؟