معذرة لإقحام الأهلى والزمالك فى موضوع ارتقت به مصر وارتقى به المصريون ومن نقول عنهم أنهم أهلوية أو زملكاوية كالشاب الأهلاوى المعاق والشاب الزملكاوى الباكى فهم مصريون قبل الأندية والدليل القفزة والدموع، ولكن لماذا نخفى حقيقة انتماء ومشاعر مشجع ما تجاه نادىٍ ما ؟ فالأندية هى الوعاء الذى يصب لفائدة المنتخب سواء كان لاعب أو جمهور .
سبحان الله رغم أن فوز وصعود المنتخب وحد الشعب المصرى اجتماعيا وذابت الفوارق بين غنى وفقير، بين فنان أو وزير وبين طفل شوارع لا يجد قوت يومه، وبعدما راحت السكرة جاءت الفكرة بل فى ذروة السكرة شاهدنا معاق ينط يقفز من على كرسيه فكانت قفزته حديث الدنيا كلها ووضعها الفيفا شعارا على صفحته، وعرفنا لاحقاً أن هذا الشاب المعاق أهلاوى أى يشجع الأهلى لم يخف انتماءه للنادى، بعدما أدى دوره القومى.
ولذلك ركب النادى الأهلى الموجة أو لنقول كان وفيا مع مشجعه مشجع المنتخب وأعطى له عضوية شرفية وورشة أو مصنع صغير يدر عليه دخلا.
بدوره لم يغب نادى الزمالك عن المنافسة والمحاكاة لذا وجدنا مرتضى منصور يعطى العضوية الشرفية لمشجع الزمالك الباكى الذى استضافته القنوات وقال إنه زملكاوى فمنحه مرتضى منصور العضوية الشرفية لنادى الزمالك .
هدايا كثيرة مادية وعينية قدمت للشاب الأهلاوى (المعاق) وللشاب الزملكاوى (الباكى) ما بين عمرة ومصاحبة للمنتخب إلى موسكو ومشروعات وبرامج تليفزيونية وإذاعية وصحف وميديا وفلاشات.
على كل لنعتبر ذلك شيئاً جميلاً فالله وحده من وراء القصد قصد الزمالك أو الأهلى وما إذا كان دعمهما للشابين الأهلوى والزملكاوى هل هى منافسة أخرى القصد منها المحاكاة الاجتماعية أو الشو الإعلامى والقول إننا جاهزون وهذا لحمنا ويجب تكريمه وأننا لسنا أقل من المنافس وووووو أم أن النية كانت خالصة حقيقة؟.
لذلك أكرر أهلا حتى بالمنافسة التى من هذا النوع فالشاب الأهلاوى المعاق لم ينقص من قيمته درجة عند جمهور الزمالك عندما قال إنه أهلاوى حتى النخاع.
والشاب الزملكاوى الباكى لم ينقص من قيمته درجة عند جمهور الأهلى بعدما أعلن صراحة أنه زملكاوى حتى الثمالة.
ظللنا على حبنا وتقديرنا للشابين الذين أصبحا حديث الدنيا والميديا والمشاعر الإنسانية لأنك لو جبت أبرع فنان فى هوليود أو بوليود فى الأفلام الهندية لم يكن ليجسد أو يمثل قفزة المعاق وهو يفرح عفوياً وينط من على كرسيه، أو دموع الشاب الباكى الذى بكى بعفوية، بعدما ظن للحظة أن أمل بلاده الغالية تلاشى وأن مصر ذاهبة تتفسح فى أوغندا وليس لروسيا ومونديال موسكو ! .
تلك قيمة الديربيات أحبتى وهذا هو التعصب المحمود وهذا هو الفارق مثلاً بين الشابين وبين الألتراس أو ممن يندسون بين الجماهير ليفسدوا ويمسكون بالليزر ويصوبونه لعيون اللاعبين أو يقذفون بطوبة ويعرضون مسيرة الرياضة الوطنية للخطر .
نعم شاب معاق قفز وشاب فقير بكى .. حتى حسبناهم أغنياء من التعفف ! نعم أغنياء بإيمانهم بحبهم بصبرهم بضربهم المثل والقدوة والدموع والقفز بدون ساق !
يااااه للمشاهد ألف معنى، شاب معاق بدون ساق تجشم العناء ودخل الاستاد على نفقته بطريقته، وشاب آخر فقير لم يكمل تعليمه يبيع سبح ولا ينتظر من مصر كيساً من الذهب كما هم ثوار ربيع الخراب ولم يقول ماذا أعطتنا مصر ؟ أو يتفرغ على الفيس للتحقير من شأن وطنه وقائدها ويتهكم .
لذلك جاءتهم أكياس الذهب من حيث لا يدرون ! بل قبل أن يبرحوا أماكنهم فى الاستاد كانت ملائكة الرحمة تتحول لجنود مسخرة لخدمة هذين الشابين يحصدون له الخير والقنوات تتهافت للحديث معهما، ومصر تتحدث والشابين لسه فى الملعب لم يعرفا بالخبر لتتوالى عليهما المكالمات: ألو أنت فين يا أبنى الدنيا كلها بتتكلم عنك الدنيا مقلوبة ما شفتش صورتك على شاشة الاستاد ؟ الهدايا تنتظرك عمرة ورحلة لموسكو والرئيس يلتقى المنتخب وفى الخلفية والشاشة صورة الشاب الباكى والشاب المعاق الذى قفز.
سبحان من يرزق عباده من حيث لا يحتسبون ومن حيث يحتسبون أيضا .