وفاء التلاوى تكتب : السمك الجائع

عندما يجوع السمك يأكل بعضه البعض فماذا إن لم يجد ما يأكله ؟ أكيد سوف يأكلنا نحن . فاحذروا ألا تطعموا السمك الصغير الجائع حتى لا يأكلنا نحن ، وكأنى أرى بحر به سمك كثير يأكل بعضه البعض والكبير يأكل الصغير ولا يشعر بآلامه وأحزانه ولكننا بشر نحس ونشعر فيجب أن نشعر بآلام وأحزان غيرنا ونساعد بعضنا قدر استطاعتنا، فنحن نتعلم دروس كثيرة من الحياة نفسها و ينبغى أن نفهمها ونعيها . فالغنى الذى يساعد غيره من الفقراء والمساكين يعود عليه أيضا بالمنفعة ويحافظ بالقدر القليل من المال الذى يعطيه للفقراء على نفسه وأولاده فلا يطمع فيه أحد ولا يحسده على ما هو فيه من فضل من الله وذلك بالقليل من فضل الله الذى يعطيه للآخرين مبتغى رضوان الله ومحبته وعطفه وكرمه ومغفرته . وقد أمرنا الله أن نعطى الفقراء والمساكين حقوقهم علينا فى أموالنا وأن نطعمهم ونحسن إليهم ونتصدق عليهم , فهل يفعل ذلك الكثير منا أنا أراهم قلة فقط من يعملون بقول الله تعالى فى كتابه الكريم ( وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) الإسراء ٢٦. ولو فعلنا ذلك لوقينا أنفسنا وغيرنا الكثير والكثير من الشرور التى تحدث لنا من سرقة وقتل وضرب واعتداء وغيرها من الشرور التى تحدث لنا ولغيرنا من البشر . وطهروا أنفسكم من الشح والبخل بالزكاة وحافظوا عليها . قال تعالى : ( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) سورة البقرة ٤٣. فكما امرنا الله بالصلاة أمرنا بالزكاة فلنحافظ عليها فلم يأمرنا الله بشىء إلا لمصلحتنا فهو من يعلم بأحوالنا ويعلم ما يدور بصدور بعضنا من بغض وكره وحسد وفساد وشرور الله وحده أعلم بها، فلنقى أنفسنا منها بقليل مما أعطانا الله لنا من فضل ونعم .