فى شارع عبد العزيز إمام، بمنطقة القصبجى بالمنيب، أحد الأحياء الشهيرة بمحافظة الجيزة، نشأ الطفلان المسلم والقبطى، فى حياة تملؤها المودة والحب، لا فرق بينهما، فمنذ أيامهما الأولى، لتربط بين الطفلين علاقة أخوه ببضع قطرات من لبن تبادلها الطفلين كلاً من ثدى أم شقيقه الآخر.
هذه القصة بطلها الفنان محمد رمضان، وشقيقه فى الرضاعة رومانى جرجس، الذى يقول لـ"انفراد": "أنا أكبر من محمد بـ3 شهور، هو كان ساكن فى بيت رقم 14 وأنا كنت ساكن فى رقم 20 فى نفس الشارع، وطفولتنا ودراستنا كلها مع بعض".
يفتخر رومانى بالبوست الذى كتبه الأسطورة عبر صفحته على "فيس بوك" الأسبوع الماضى، ليروى قصة شقيقه القبطى فى الرضاعة، قائلاً: "هو ده رمضان الجدع ابن البلد اللى مينساش اللى ليه".
يؤكد رومانى أن رمضان رغم ما أنعم الله عليه من نعم فإنه لا يزال كما هو ذلك الشاب المتواضع، الذى يحمل صفات أولاد البلد "الجدعنة والطيبة والشهامة والتضحية".
"جالى فرحى ويوم عيد ميلاد ابنى جه وحضره واحتفل معانا ولسه بيجى يزورنا وأنا بروحله شقة والدته اللى هى أمى، وهم ناس محترمين والده زى أبويا"، هكذا يصف رومانى علاقته برمضان التى لا زالت مستمرة حتى اليوم.
وعن ذكرياته مع الأسطورة، يقول رومانى: "أكتر فترة كنا فيها مع بعض، هى فترة دراستنا فى المرحلة الإعدادية فى مدرسة طه حسين بالمنيب، كنا بنقعد على دكة واحده وفى فصل واحد، وكنا مشاغبين، لكن شقاوتنا كانت شقاوة لذيذة فيها نوع من الكوميديا مكنش فيها بلطجة ولا قلة أدب".
"رمضان طول عمره مجنون بالتمثيل، وكان بيطلع فى الفصل يقلد الممثلين وأكتر ناس كان بيحب يقلدهم عادل أدهم وأحمد زكى"، هكذا يصف رومانى مدى ارتباط شقيقه بالفن منذ صغره.
يؤكد رومانى أنه لم يخلد بباله هو وأصدقائه أن يسطع نجم رمضان بهذه السرعة، مع العلم أنه كان يشترك بعروض مسرحية منذ الصغر: "محمد كان بيعمل أدوار صغيرة مع الأستاذ سعيد صالح وكان بيمثل دور موظف، وأبويا كان موظف فى شركة وليه زى معين، فرمضان كان يجى يقول لأمى يا خالتى إدينى اللبس بتاع عمى عشان أروح أمثل بيه".
وأضاف رومانى: "الفترة دى كانت أحلى وألذ فترة فى حياتنا، وإحنا الاتنين لسه فاكرينها لغاية دلوقتى، وكل ما نتكلم فى التليفون أو نتقابل بنفضل نفكر بعض بيها وبذكرياتها".
وعن طبيعة محمد رمضان وتعامله مع جيرانه القدامى يقول رومانى: "محمد راجل مبيقصرش مع حد، وبيعمل كل اللى يقدر عليه مع أى حد يقصده، ودايماً بيود أهله وناسه ويزورهم، عشان كده هو بجد أسطورة وربنا ينعم عليه أكتر وأكتر".
وكان رمضان قد فاجأ جمهوره بأن لديهأخاً من الرضاعة ينتمى للديانة المسيحية، ويدعى رومانى جرجس، مؤكداً أنه منذ صغره لم يشعر بالتفرقة قط بين المسلمين والمسيحيين.
وأشار رمضان إلى أنه أحب أن يبرز حب المسلمين للمسيحيين من خلال لقطة له قام فيها بتقبيل الصليب، بمسلسله الدرامى الأول "ابن حلال" عام 2014.
وكتب رمضان فى حسابه عبر "فيس بوك" قائلاً: "الشارع اللى كنت ساكن فيه كان تقريباً أربع بيوت بس المسلمين والباقى مسيحيين، أفراحهم كنا بنحضرها فى الكنيسة وكانوا بيحضروا كتب الكتاب فى قاعة المناسبات فى المسجد، كان كلنا واحد وأحلامنا وأحزاننا واحدة، وثقة فى الله هنفضل كده، ويمكن علشان كده فى المشهد ده تفاجأت إنى ببوس الصليب بدون أى اتفاق مسبق مع المخرج بتلقائية وعفوية.. وذلك لأنى تعودت وتربيت على أن أحترم ما يحترمه إخوتنا المسيحيين. الدين لله والوطن للمسلمين والمسيحيين معاً".
