جملة سمعناها اكثر من مرة ولكنها هذه المرة مختلفة .. اتكلم على حادثة قتل القس على يد شخص اعطوه لقب ( المختل عقليا ) .. لماذا هى مختلفة ؟ .. لأنها تمت امام الجميع وكان القاتل لديه اصرار واضح لقتل القس وانه اختاره من بين كل من حوله وكأنه يعرف هدفه جيداً .. كان مشهدا دمويا انعدمت فيه الانسانية وتلاشت منه كل قيم المحبة والسلام وكأن هذا الشخص لديه قلب حجرى لا يشعر ولا يحس كما نشعر نحن بنى ادم .
فهل هو مختل عقلياً ؟ انه ليس مختل عقلياً بل هو مختل فكرياً او بمعنى اخر تم تدمير عقله وتم تخريبه جيداً لكى يصبح خاوى من اى فهم او تعليم او دين .. قتلوا فيه انسانيته وبالتالى تحول هو إلى قاتل .. وهناك الكثيرين تم اللعب فى ادمغتهم وينتظرون الفرصة لكى يصبحوا حاملين لقب ( مختل عقليا ) .. فماذا قالوا له ؟ هل قالوا له اقتل فالقتل حلال وهو خدمة للدين .. ام قالوا له لابد أن تفعل هذا لانه عمل يقربك إلى الله والأخطر فى هذا أن ابسط الناس اصبح لديهم قابلية لتصديق كل ما يقال لهم فليس لديهم القدرة على البحث والفهم حتى انه اصبح لديهم الاستعداد للانفعال والثوران لأنه يدافع عن الدين رغم انه لا يعرف سوى القليل عن الدين .
والسؤال هنا : كيف وصل هذا الشخص إلى هذا المستوى من اللاانسانية ؟ .. هل لأنه مختل عقلياً ام لانه قد تم مُسح عقله فأصبح لا عقلياً .
هذه الحادثة اظهرت كمية من الحب من ناس يعيشون بيننا ولديهم قدر رائع من الرقى لقبول الاخر تعاطفوا مع القس منهم اعلاميون وكتاب ومفكرون، وحتى ابسط الناس كانت لهم وقفة تدل على اسمى معانى الحب والتسامح .. وفى الجانب الاخر هناك من اثنى ومدح هذا القاتل على فعلته وقالوا .. ( تسلم ايده .. ولد راجل ) فهل هؤلاء سيأخذون لقب مختل عقلياً قريباً .. حقيقتاً لو تم محاكمة واعدام واحد من المختلين عقلياً فلن يصبح هناك مختل عقلياً يقوم بهذه الافعال .
معلومة لا يعرفها الكثير وهى أن القس قبل رسامته قساً يتعهد بأن يرعى شعبه وينشر الحب والسلام بين الجميع والهدف الاسمى له أن يقرّب الناس إلى الله ويبعدهم عن الخطية والرذيلة فهل يستحق أن يُقتل .
واخيراً .. نداء لكل العقلاء، أن يتصدوا لتلك الافكار وان يحموا البسطاء من ظاهرة الهوس الدينى والارهاب وان يسعوا لنشر قيم الانسانية والتسامح والحب والسلام بين افراد المجتمع، وان تم ذلك سيكون المجتمع قد تقرب إلى الله فعلاً واصبح التظاهر بالتدين ليس له مكان بيننا .