م. فهد آدم يكتب: شركات التوصيل والتاكسى الأبيض وتحقيق المعادلة الصعبة

لا أحد ينكر أن شركات التوصيل الجديدة (أوبر أو كريم) استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة وهى الجمع بين الخدمة المميزة والسعر المناسب للعميل، حيث أصبح بالإمكان للعميل الذهاب إلى أى مشوار عن طريق ضغطة زر واحدة من تطبيق متوفر على نظامى التشغيل للهواتف المحمولة Android&IOS بدون التحرك من مكانك ويوجد مميزات عديدة لاستخدام مثل هذه التطبيقات: 1. سهوله استخدام التطبيق.

2. الأمان حيث إن بيانات السواقين وسياراتهم كلها مسجلة فى التطبيق والتقييم من قبل العميل.

3. الراحة حيث إن السيارة توصل لحد مكانك بدون ما تتحرك واستخدام سيارات حديثة.

4. المنافسه القوية بين شركات التوصيل وكل هذا يصب من مصلحة العميل.

5. تتبع المشوار عن طريق GPS ومعرفة عدد الكيلوات المقطوعة أتوماتيكيا بدون وجود عداد أو التلاعب فيه أو حدوث جدال وفصال مع السواق على قيمة الأجرة المطلوبة.

6. ومميزات أخرى كثيرة يطول شرحها فى المقال.

ولكن لم أجد أحدا يتطرق إلى موضوع مهم وحساس وهو مستقبل التاكسى الأبيض أو بالأخص السائق للتاكسى ومن يعوله. هل الإقصاء أم الاحتواء؟.

كلنا نعلم بل ونجزم أن معظم العملاء يعانون من طريقة تعامل سائقى التاكسى الأبيض من تلاعب بعضهم فى العداد وحالة السجال والجدال على قيمة الأجرة والتى توصل إلى الشجار بالأيدى بين العميل والسائق واختيار المشوار على مزاج السائق وليس العميل، غير عدم الاهتمام بنظافة التاكسى ووجود بعض حالات التحرش ومشاكل أخرى كثيرة.

ولكن النقطه الأساسية فى هذا المقال هو التطرق إلى جزء مهم جدا وهو أن كلا العاملين فى شركات التوصيل والتاكسى الأبيض مصريين وليسوا أجانب من بلد أخرى وبل إن عددا من سائقى التاكسى الأبيض اتجهوا لشركات التوصيل (أوبر وكريم). ولكن الفرق الوحيد بينهم وجود الرقابة من الشركة والتقييم من قبل العملاء فى شركات التوصيل (أوبر وكريم) أو بمعنى آخر اتباع شركات التوصيل لأسلوب الثواب والعقاب.

فلذلك من الممكن ان تجد نفس السائق كان بالأمس القريب بالتاكسى الأبيض يتلاعب بالعداد ويتشاجر مع العملاء وغيره من السلبيات ولكن عندما ذهب إلى شركات التوصيل (اوبر أو كريم) أصبح شخصا ملتزما والعملاء يشكرون فيه، فإذا الرقابة والتقييم هما الحل للمشكلة.

كلنا متفقون أن معظهم وليس الكل من سائقين التاكسى الأبيض أخطأوا فى التعامل مع عملائهم ولكن ليس الحل لهم الإقصاء أو التخلى عنهم وإنما التعليم والاحتواء. لا نريد أن يتحول سائقو التاكسى إلى عاطلين عن العمل أو مجرمين أو التكبل بالأعباء من أقساط السيارات وفى الأخير هذا سوف يكون له مردود سيئ على الدولة والمجتمع حيث إنه يعمل لا يقل عن مليون سائق تاكسى على مستوى الجمهورية ووراءهم عائلات يصلوا إلى 5 ملايين شخص، كما أنه ليس من المنطقى أن يكون سائق التاكسى يتحمل تكلفة لوحات السيارة الأجرة التى تفوق 30 ألف جنيه والضرائب والتجديد أما السائق الآخر لا يتحمل شيئا سوى البنزين.

من وجهة نظرى أن تقوم الدولة بعمل تطبيق مماثل تماما لتطبيق الشركات التوصيل (أوبر وكريم) من حيث الجودة والرقابة والتقييم وتكون الأولوية لمن يرغبون من سائقى التاكسى الأبيض وعمل تخفيضات وتسهيلات على أسعار السيارات لهم كنوع من التعويض عن أرقام اللوحات الأجرة أو الإحلال بمعنى آخر وتدريبهم على كيفية التعامل مع العملاء والتطبيق واستخدام أسلوب الثواب والعقاب.

كمثال كل من يرغب فى الاشتراك فى الخدمة الجديدة شراء سيارة ملاكى موديل حديث ولا يحتاج لشراء أرقام سيارة تاكسى ووضع علامة الشركة بصورة واضحة على السيارة ويقوم بدفع اشتراك فى بداية الخدمه 1000 جنيه واشتراك سنوى 500 جنيه وأن تأخذ الدولة 25% من قيمة المشوار مثل ما تعمل شركات التوصيل (أوبر وكريم) فى هذه الحالة سوف تعم الفائدة على الجميع السائقين بتوفير بديل لهم والعملاء استخدام خدمة مميزة وسعر مناسب ومنافس والدولة بربح خيالى وكل هذا يتم بدقة عالية واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

المشكلة هذه ليست فى مصر فقط ولكن فى العديد من الدول الأجنبية تظاهر العديد من سائق التاكسى العادى اعتراضا على عدم المساواة بينهم وبين سائقى شركات التوصيل (أوبر وكريم) فى الضرائب والمسئوليات، إذا يجب من الدولة احتواء الموقف قبل أن يتفاقم ويكون هناك فجوة كبيرة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;