محمود سليمان يكتب: استلهموا مواقف زايد وأحيوا مآثره

قبل عام كتبت مقالا بـ"انفراد" بعنوان ما أحوج الأمة إلى زايد، استعرضت فيه بعضا من أخلاقه وحكمته وقدرته على إدارة دولة بحجم الإمارات فى زمن سادت فيه القبلية والبداوة، ومع تجدد ذكرى وفاته التى تحل فى الثانى من نوفمبر، وتزامنا مع إعلان دولة الإمارات العربية العام المقبل عام زايد. بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده فهو من استطاع أن يضع الأسس والمرتكزات الصلبة لدولة قوية، باتت نموذجا تنمويا ناجحا بكل المقاييس وتمثل مصدر إلهام للدول الساعية إلى التقدم. ودعت القيادة الاماراتية إلى أن يكون هذا العام زاخرا بالإنجازات وصياغة المبادرات والفعاليات والبرامج التى تجسد أهمية شخصيته وتحاكى مضمونه وتبرز الدور الريادى له فى وضع الدولة على خارطة العالمية بفضل قيادته وحكمته وحنكته ورؤيته وحسن تدبيره. ولعل من أبرز المبادرات التى يمكن استخلاصها من مسيرة الشيخ زايد الحافلة بالإنجازات ضرورة البحث فى قدرته على إقامة علاقات طيبة مع الجميع، وكيف كان يمتلك القدرة على احتواء الآخر ومناصرته لكافة القضايا العربية حتى فى حالات الخلاف والاختلاف فى وجهات النظر . ولعل أزمة الخليج الحالية فرصة لاستحضار مآثر زايد وسياسته فى التعامل مع الأزمات العربية، خاصة أن الازمةً تتجه إلى منعطف خطير سيطال الجميع وفقا لما أعلن عنه مؤخرا سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت. الأمر الذى يجعل تبنى مبادرة بهذا الخصوص ضرورة وحاجة ماسة يمكن أن تسهم فى تهدئة الأجواء الملتهبة بالخليج . البحث فى منهج إنسان وقائد بحجم الشيخ زايد سيقودنا إلى الكثير من المواقف التى جنب فيها الفقيد الراحل الخليج والعروبة الكثير من المنزلقات على الصعيدين السياسى والاقتصادى ليعود بعدها العمل العربى المشترك أكثر فاعلية عما كان عليه من قبل . وهذا هو المنهج الذى تأمله الجماهير العربية التى تتمنى الوصول إلى صيغة يمكن بمقتضاها استعادة اللحمة الخليجية والعربية والحفاظ على مجلس التعاون الخليجى كآخر معاقل العمل العربى المشترك وفقا لما أكده سمو الشيخ صباح . عام زايد يجب الا يكون إماراتيا فقط، بل يحب أن يكون عاما خليجيا وعربيا فالفقيد وان كان قائدا وحاكما إماراتيا الا أن الشواهد والمواقف والسيرة تؤكد انه اماراتى بمكونات عربية ساهمت خصاله ومآثره فى ترسيخ مفاهيم القومية العربية والإيمان بقدرة الأمة فى البناء على المشترك ونبذ الخلافات والانضواء تحت لواء عربى واحد. وعلينا أن نعمل على امتداد المبادرة إلى كل الأقطار العربية التى ستجد فى سيرته ومسيرتةً الكثير من الرؤى والانجازات التى يمكن أن تكون مجالا للاقتداء بها وإسقاطها على الواقع الحالى لاستلهام قيم الفضيلة ومهارات القيادة وتحمل المسئولية والقدرة على البناء والتنمية فى كل المجالات وبشكل متوازى رغم كل التحديات التى حًولها بالصبر والعمل إلى إنجازات ينظر اليها العالم اليوم نظرة إعجاب وتقدير . مكتسبات اليوم لم تكن سوى حصاد عمل الامس الذى أرساه هذا القائد الذى تشهد بحكمته القلوب والدروب ويحكى عنه التاريخ وتترحم عليه القلوب قبل الألسنة، فالنهضة التى أرساها فى بلادة تتحدث عن نفسها وتطورها ويتناقل البشر حكاية رجل تحدى المستحيل فحوله إلى واقع ملموس وضرب المثل فى الحكمة والتخطيط والصبر والإيمان بقيمة وأهمية الإنسان، باعتباره أغلى الثروات وكذلك كانت حكايته وما شهدت الأمة بعده سيرة تحاكيها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;