م. تامر مغازى يكتب : مفترق الطرق

ودعها بقبلة ووعد باللقاء.. لم يكن يعرف أن القدر يخبئ له مفاجأة.. فقد سقطت طائرته فى المحيط .. وفجأة .. وجد نفسه وحيدا على جزيرة مجهولة ليواجه مصيرا لا يختلف كثيرا عن تِلك الجزيرة..!! فقط كل ما يملك هو صورة.. جاهد للاحِتفاظ بها.. وأمل.. ضئيل فى أن يُغادر تلك الجزيرة.. ويرتمى بأحضان صاحبة الصورة..!! بعد ساعات من الانتظار.. أيام من الترقب .. أدرك حقيقة اللأمر أنه هـُنا.....وهى هناك..!! شعر بوحدته على تلك الجزيرة.. اشتاق أن يتحدث إليها.. ويتحدث عنها.. صنع شخصية خيالية هى الأشهر فى تاريخ السينما ويلسون"....ليست مجرد كرة... ولكنها الشخصية التى نشأت بينهما صداقة طوال خمس سنوات.. قضاها على تلك الجزيرة..!! ولم ينسَ..وهو يغادر تلك الجزيرة إلى المحيط حيث الأمل الضعيف والمصير المجهول....!! أن ينقش على صخور الجزيرة إسمها كى يراه من يأتى إليها يوما من الأيام.. قال : ((أخبروها أنى أحببتها بكل ما أستطيع..وأنها كانت معى بكل لحظة..قضيتها هنا)) مشهد...يستحق التأمل كل منا عمل ما عليه أن يفعل.. ما كنت لأغادر تلك الجزيرة أبداً..!! كنت لأموت هناك.. كان يمكن أن أصاب بمرض أو جرحا أو شيء ما أن أموت بوحدتي.. الخيار الوحيد الذى كنت أملكه.. هو.. متى.. وكيف...وأين سيحدث ذلك..؟؟ لذا، صنعت حبلاً.. لأشنق نفسي.. ...لم أستطيع حتى أن أقتل نفسى بالطريقة التى أريد..!! لم أكن أقوى على شيء.. ولم أكن أملك أى شيء.. ولكن فجأة.. غمرنى شعور بالدفء.... دفء..لم أعرفه من قبل عندها..عرفت ...بطريقة ما ..أنه يجب أن أبقى.. بطريقة ما.. يجب ألا أتوقف عن التنفس بالرغم من عدم وجود سبب للأمل وكل ما أفكر به هو أنى لن أرى هذا المكان ثانيةً.. وهذا ما فعلته.. بقيت حياً.. لم أتوقف عن التنفس..!! ثم ذات يوم جاء المدّ.. وأعطانى شراع بدائي.. فعرفت.. بطريقة ما.. أننى يجب أن أعيش، وأن أغادر تلك الجزيرة. كثيرا من الوقت استغرقت. كثيرا من الأمل استنفذت.. وبعد ذلك.... ها أنا.. عدت ...!! إلى مدينتي..!! ولدى ثلج فى كوبي..!! وقد.. خسرتها... ثانيةً....!!!! أنا حزين جداً، لأنى لست معها.. لكنى ممتن جداً لأنها كانت معى على تلك الجزيرة..!! وأنا أعرف ما يجب على أن أفعله الآن.. يجب ألا أتوقف عن التنفس..!! لأن غداً، الشمس ستشرق.. من يعرف.. ماذا للمدّ أن يعطيه..؟!! من الفيلم الرائع Cast Away الفيلم به كثير من المشاهد التى تحتاج إلى رؤية متأنية.. ولكن هذا المشهد من أكثر المشاهد تأثيرا .. مشهد نهاية الفيلم.. وهو نفسه مشهد بدايته..!! البطل يقف فى تقاطع رباعى للطرق وبينظر للإتجاهات بحيرة من لا يدرى عنها شيئا..!! لقد فقد طريقة...فتساوت كل الطرق بالنسبة له..!!



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;