يقول الأديب الألمانى غوته "يتوقف مصير كُل أمة على شبابها" ويُكمل العالم المصرى الراحل د.مصطفى محمود ويقول "إن لم يشترك الشباب فى صُنع الحياة فهُناكَ آخرون سوف يُجبرونهُم على الحياة التى يصنعونها".
والعالم اليوم لن يصل إلى السعادة إلا على قنطرة من جهاد ومتاعب وتضحيات يُقدمها الشباب لعالمِهم السعيد.
ولتكتمل سعادتنا كُلنا شهدنا خلال الأيام الماضية ميلاد أسبوع جديد فى تاريخ شباب العالم السعيد المُتفائل بغدٍ أفضل ميلاد مُنتدى شباب العالم, وإنهُ لمن دواعى الفخر والأعتزاز أن يكون مثل تلك المُنتديات العالمية برعاية وأحضان مصرية وفى مدينة المحبة والسلام شرم الشيخ فكرة كانت لأحد الشباب عاشوا تجربة مُنتدى الشباب لعام 2011 وتحديداً فى يوم 25 أبريل 2017 ومن على ضفاف قناة السويس الساحرة عندما عرض شاب مصرى خلال المؤتمر الوطنى للشباب بالإسماعلية مبادراته لإجراء حوار مع شباب العالم وعلى الفور استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى ليُعلن فى 24 يوليو 2017 أثناء فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب بالإسكندرية عن إنطلاق مُنتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر موجهاً دعوتهُ لجميع الشباب من مُختلف دول العالم ليُعبروا عن آرائهِم وعن رؤيتهِم لمُستقبل أوطانهم وللعالم أجمع. وقد تحقق هذا الوعد وانضم إلى هذا المُنتدى من كُل حدب وصوب كوكبة من الشباب المُثقف الواعى الذكى المؤمن بقدراتِه وأهداف بلادِه ومُحمل برسَالة ليسمَعها العَالم ويتحاور مَعهُ صُنَاع القرار والمَسّؤلين حول العَالم برحابة صدر وإنفَتاح ولا حد للسؤال
يُعلن شباب العَالم دهشتِهم وفرحتِهم وشُكرهِم وإمتنانهم العظيم لكُل مِن فخامة رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى وشبَابه الواعد الذى تجَاوز 3500 والقائمين على المُنتدى من تخطيط وإدارة وحوار وترحيب بالوفود المُشاركة من شتى بقاع الأرض الذى تجاوز عدد بلدانهم إلى 116 بلد جميعهم وعلى صعيد واحد وبهمة وعزيمة أتوا ليُشاركوا صنع السلام هُنا فى مصر الحضارة والعراقة والعلم والمعرفة والإنسانية والمُشاركة الفعالة وتحقيق التفاعل والتواصل المُباشر مع الشباب بإختلاف جنسيِاتهم ولُغاتِهم وثقافاتِهم وأديانِهم وتبادُل الخبرات والمعَارف والرؤى والأفكار والحلول المُختلفة لتحديات هذا القرن وتوضيح صورة مصر القوية للعالم أجمع وإبلاغ صوت الحكمة والعرفَان بمجهود أم الدُنيا حاضنة الحضارات ومهبط الأديان السماوية ودورها الهام بين الدول العالمية والعربية
ومن المُلفت للأنظار تلك البداية الناجحة والموفقه التى تَجلت فى يوم الإفتتاح الذى أبهرنا جميعاً دون مُبالغة والدقة والتنظيم والرُقى والذوُق فى التقديم وسياسة المُنتدى وفقراتهُ والشباب المُنظم والاحتفال بُكل بلد على تواجدها مما أثر تأثيراً إيجابياً على إقناع الوفود المُشاركة بأنهُم فى دولة الأمن والأمان وأنهُم فى مدينة السلم والسلام, وأن مصر دولة مُتحضره راقية قوية مُتماسكة رغم كُل الظروف والتحديات قادرة على إعداد أكثر من مُنتدى بالتنظيم المُبهر وروعه التخطيط وعلى أرقى المستويات الدولية التى تليق بضيوفها الكرام وبمكانه مصر والعالم أجمع
حتى أن إختيار الشعار كان موفق وجيد للمُنتدى ويُعبر عن كُل ما فيه بداية من ( المُثلث) الذى يرمز إلى الآهرامات التى تُعبر عن الحضارة العريقه للمصريين القُدماء مرورواً إلى ( المُربع ) والذى يُعبر عن خريطة العالم وإلتقاء كافة الشعوب والثقافات المُختلفة وحضارات العالم على أرض مصر الحبيبة إلى نهاية الشعار كانت ( الدائرة ) والتى ترمُز لشباب العَالم كونِهم القلب النابض لتلك الكرة الارضية ومن يملُك زمام قيادة بلادة فى المُستقبل القريب بإذن الله تعالى
أيضاً من الرائع والمُبهر حقاً أن مؤتمر شباب العالم يأتى تتويجاً لنجاح خمسة مؤتمرات شبابية مصرية سابقة كان يؤكد فيها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى تحيُزهُ الكامل للشباب وطاقتِهم وحماستِهم وبراعتِهم وأنهُم هُم بأنفُسِهم سوفَ يقودون فى القادم مُستقبل هذا البلد العظيم مصر, وبالتالى يجب إعدادهم وثقل خبراتِهم والعمل على تولى مسؤلية حمل الراية والحفاظ على وطن ينَعم بجواره كُل مُختلف فى محبه وسلام وأمان والبُعد عن تلك الافكار المُتشددة والتطرف والتشكيك الذى لا يُساعد مصر على نهضتها وريادتها وتميُزها ويجعلها فى مصاف الدول المُتقدمة
وأن من يحمل تلك الافكار السيئة علينا كشباب أن نبتعد عنه قدر الأمكان لنظرتهم السلبية وأفكارهم الهدامه فالقاعدة تقول أن لم تنفع فلا تضُر ومن يُحب هذا الوطن حقاً يسعى لأن يكون فيه لبنه تكون يوما من الأيام صرح كبير يُستفاد ويفيد الذى يأتى من بعده وأيضاً من أجل أبنائه وأحفاده
وهكاذا تُبنى الحضارات وتُصنع الأمجاد ويخلد التاريخ أسماء صُناع برزوا ولم يُبارزوا .. وصنعوا ولم يُصنع لهُم .. وساعدوا على البناء ولم يهدموا .. قادوا ولم يُقادوا .. فكروا ولم ينتظروا ليُفكر لهُم .. أحبوا بلادِهم فأحبتهم أوطانهم, وشجعهم العالم ووقف بجوارهم كل حبيب وإبتعد عنهُم كل عدو .. ورعتُهم السماء وباركتُهم الأرض وحفرت أسمائُهم فى مُقدمة التاريخ مثل أجدادهُم الفراعنة إلى اليوم عُنصر إستلهام وبراعة لذوى العقول والأفهام وحكمة يُستنار بهم إلى يومنا هذا
وفى خلال فقرات المُنتدى شهدنا وإستمعنا لمُنقاشات قادة الرأى وشباب العالم ومنقاشاتِهم حول قضاياهُم ومشَاكلهُم وكان على رأس تلك القضايا الارهاب وكيفية مقاومةً التطرف الذى يمتد كُل يوم ويستشرى كالسرطان وينخر فى كيان هذه الأمة بل والعالم أجمع وما مِن دوله إلا إكتوت بنيرانه وشظاياه سواء إعترفت بذلك أم لم تعترف فـ نحن نعلم أن لكل زرع حصاداً, والغرس الطيب يخرج نباته بإذن ربه, والذى خبث لا يخرج إلا نكدا, ومن يحرث بمحاريث الطيش ويبذر الفتنة سوف يتجرع الشوك فى حلقة عاجلاً غير أجل بالإضافة إلى مُناقشة حلول لمشكلة الارهاب وكيفية الإسِهام فى وقف الصراعات فى مصر وبلاد العالم أجمع من خلال النقاش والحوار الهادىء والبُعد عن الأجواء المشحونة بالتعصّب والعداء فالحوار بِكُل تأكيد يُسَاهم فى تقليص حدة التوتر والتَعصّب تجاه الأخرين وتحديداً حين يكون هُناك إلتقاء على مفاهيم مُشتركة تبعث مشاعر الود والطمأنينة لمستقبل يسودة الحب والأمان
وكيف يصنع العالم قادته وأن تلك المُهمة ليست بالسهلة وخاصة وإن كانت على مستوى دولة فـ تصبح مسؤلية الجميع ووظيفة تُشارك فيها الأُسر والمؤسسات التعليمية وصناع الرأى والكُتاب وطلبة العلم وإعداد المميزون والكوادر وإرسال البعض منهم بعثات للخارج فى عدد من الدول التى تمتلك مقومات النجاح والتفوق والريادة وإعدادهم وتأهيلهم ليكونوا قادة فى المُستقبل وصُناع قرار، أيضاً مُناقشة أهيمة قضية تغير المُناخ وأثرها الواضح على العلاقات الدولية عامة, وعلى العلاقات بين دول حوض النيل بشكل خاص وتوظيف طاقات الشباب فى تطبيق خطط التنمية والعمران مما سيكون لهُ أثر إيجابى على كُل بلد.
أيضاً مناقشة الثقافة ودورها الفعال فى بناء الأمم والدول وأن الثقافة والفنون والآداب هى المدخل الرئيسى والمبدئى لتصحيح الأفكار المغلوطة عند الشباب فالفنون والأدب هما الركيزة الأساسية فى أى توجيه لمحاربه الفكر الضلالي, ولأن الثقافة وتلك الفنون تدعوا إلى الجمال وحب الحياة, بعكس التطرف الذى يدعوا إلى الدمار والقتل والسواد
ولا أفضل من مُحاربة الفكر إلا بالفكر ولذلك نجد أن الدول المُتطورة تهتم بشكل إستثنائى بالثقافة والتنوير وتدعم ذلك بُكل ما تستطيع من قوة مُعتبرة أن وزارة الثقافة وزارة سيادية بميزانية تُماثل وزارة الدفاع أن لم تكُن أكثر منها والإهتمام بالمثقف ودعمه ودعم برامجه التنويرية, فالجدار الأول والأقوى لصد الأفكار والآراء والأيديولوجيات المُتطرفة هو متانة حائط الصد الأول وهى الثقافة والفنون والآدب ودورها فى تحصين المُجتمع من هجوم الآراء التى تحتكر الحقيقة وترى فى الأخر عدوا أو كافرا أو أى عنوان نقيض لها، بالأضافة إلى دور المرأة وتمكينها فى المُجتمع وهو دور مُهم فى نمو المُجتمعات ونهضتها, فهى التى تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية فى المُجتمع, لكونها المُربية الأولى للأجيال وقد إعتبر الفيلسوف ابن رشد وضع المرأة فى أى مُجتمع معياراً لقوة المُجتمع أو ضعفه ومن الرائع أن مصر كانت من الدول التى سعت إلى تمكين المرأة منذُ عام 1962 وتولت 24 أمراة الوزارة فى مصر وكانت أول وزيرة "حكمت أبو زيد" وزيرة الشئون الاجتماعية وكان يُطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم" ثُم "عائشة راتب" وزيرة الشئون الاجتماعية والتأمينات عام 1974 , والدكتورة "فينيس كمال جودة" منصب وزير الدولة للبحث العلمى عام 1993, والدكتورة "نوال عبد المنعم التطاوي"منصب وزير الاقتصاد والتعاون الدولى عام 1996 , "مرفت التلاوي" منصب وزير التأمينات والشئون الإجتماعية عام 1997, "نادية مكرم عبيد" منصب وزير الدولة لشئون البيئة عام 1997, الدكتورة"فايزة أبو النجا" منصب وزير الدولة للتعاون الدولى فى حكومة عاطف عبيد عام 2001 , والقائمة تطول إلى يومنا هذا وهى تُقلد المناصب ليس كرم أو تفضل لكن لكفائتها وبراعتها وجهدها وهى اليوم نائبة فى مجلس الشعب والشورى ومحافظ ومساعد ومُسشار ومصر تسعى إلى تمكين المرأة بأكبر صورة ممكنة فى البيت وفى الشارع وفى المؤسسات الحكومية والخاصة حتى تكون جانباً لنجاح المجتمع كُله
واليوم أصبح المُستقبل أمانة بيد شباب ونساء مصر الواعد ورهان حقيقى لمُستقبل مُشرق لمصر الحبيبة وتحقيق رؤيتها والنهوض بها تميُزاً وريادة فكانت تلك المُنتديات أول الخطوات الناجحة لتوفير الدعم للشباب وتمكينِهم لإطلاق قُدراتِهم, والإسهام بفاعلية فى خدمة وطننا المجيد, طالما أننا عناصر مؤهلة وقادرين على إتخاذ القرار وإبتكار الحلول الفعّالة لجميع القضايا والتحديات الراهنة والتى تواجه المُجتمع ودول الجوار
ونحن نعلم ولدينا يقين أن أغلى ما تملكُة مصر اليوم هى الثروة والإستثمار فى شبابها وتنمية قُدراتِهم ومهاراتِهم والإيمان الحقيقى بأنهُم سر نهضة أى أُمة, وصناع مُستقبلها, والقادرون على تحقيق أعلى المراتب ليكونوا نموذجاً يُحتّذى به شباب العالم أجمع وهذة أولوية وطنية لمواصلة مسيرة التنمية المُستدامة التى أصبحت اليوم تتجلى وتظهر للجميع وتلك المُنتديات والمؤتمرات الشهرية كانت وما زالت خير مثال لما أصبحنا عليه اليوم من شرف كبير أن نكون أول دولة رائدة تستضيف شباب العالم على أرضها بتلك الصورة المُشرفة لنا جميعاً
ومصر تنتظر كُل يوم شباباً معطاءاً لتفتخر وتفاخر به الأمم وعلينا كشباب وطنى مُخلص أن لا نتراجع عن أحلامنا وطموحاتنا وأمالنا وتطلُعاتنا إلى غدٍ مُشرق ولا نيأس فاليأس فى تلك الظروف يُعد خيانة لضمائرنا
حفظ الله مصرنا وشبابها وقادتها وجنودها البواسل وجعلها أمناً وأماناً وسلاماً دائماً وأبدا .