قالت عنه مصر إنه منتدى شباب العالم! ولأننا لا نعرف سوى كوكبنا الأرض وهو الكون لنا لذا يستهوينى أن يكون منتدى شباب الكون !! ولأن مصر الغالية تستحق أن تكون ملكة الكون كله.
لقد تناولت الصحف فعاليات منتدى شباب العالم والجلسات ونموذج محاكاة مجلس الأمن والكثير ولكن لأن القلم دائما هو مرآة لما خلف الأحداث تضمن منتدى شباب العالم رسائل ضمنية شتى .
والرسائل الضمنية من وراء حدث ما، ما هى إلا دروسًا تهذيبية وأدبية ترقى بسلوك الإنسان والمواطن فى غاية الرقى وتصل الفكرة الجوهرية إلى القلب.
فمن بداية التنظيم واتباع التعليمات الأمنية التى رجعنا جميعًا وهى مغروسة فينا دون استثناء أحد مهما كان وضعه وتطبيق فعلى لمبدأ: لا أحد فوق القانون والتى نتمرد عليها كثيرًا بالخواطر والتواكل إلى روح الجماعة والفريق فى التحركات رغم تضارب المواعيد الفردية والحرص على التنسيق لكسب روح الجماعة بين كل مجموعة والأخرى.
إلى الرسائل الضمنية التى كانت فى كلمات السيد الرئيس والتى حث وأكد على أهمية لغة الحوار والطريقة الحوارية التهذبية التى يجب أن نكتسبها، فضلا عن كلماته الرقيقة عن تقدير دور المرأة والبروتوكولات التى يجب أن يكتسبها الذوق العام والتى ليست برفاهية ولكن الارتقاء بالذوق العام بين المواطنين وبين الرجل والمرأة هو ثوب حضارى يرقى بالأخلاق والذوق العام ويرتقى بالمستوى العقلى والحسى، مما له أثر طردى مع التقدم والازدهار والواجهة العامة أمام العالم أجمع ومكانة مصر الدولية، فضلا عن الاستقرار الداخلى بين الأسر والمواطنين الذى سينتج عن تلك الحالة التهذبية التى أكدت عليها القيادة .
كما كانت المفارقة الضمنية التى أرادت القيادة أن تبعث برسالة توضيحية بخصوصها هى تلك اللحظة التى تم اقتطاع الجلسة الأولى من قبل شاب يناشد الرئيس وبين الجلسة الختامية حيث تم استعراض فيلم وثائقى عن الشاب الذى بذل مجهودا فى قضية المطر الاصطناعى، وعلى إثره كرمه الرئيس ومنتدى شباب العالم لجهوده. وكأننى وقتها سمعت الرسالة التى تريد مصر أن تقولها لنا :- العمل فى صمت وتهذب وتحضر وعدم التجارة بالالام والانسياق وراء الشعارات الجياشة هو الطريق الوحيد لايصال صوتنا للعالم كله .
فالعالم لن يسمع الضجيج ولن يسمع النحيب والسخط وأدوار الضحية بل سيسمع صوت العمل ورحى الطحين وسيقدر رسالتنا عندما نقدم فكرتنا ومطالبنا بأسلوب متحضر .
فالأساليب المتحضرة البعيدة عن استثارة العواطف والعمل الحقيقى هى الأفكار النبيلة التى تصل هى الرسائل الحقيقية التى تصل ولذا وصل منتدى شباب العالم إلى أكثر من 100 دولة فى آن واحد، لأنه من أرقى الأحداث التى حدثت فى العالم وستظل لسنوات مديدة.