فى كل صباح تبدأ المواجهة الدامية بينى وبين نفسى بطرح سؤال
هل فقدت اُمى حقاً ؟
هل فارقت اُمى تلك الحياة وكتب الله لها اخيراً الراحة من حياة لم تدر عليها سوى العذاب والألم والمرض والحزن والخيانة والوحدة ......
لأجد نفسى أمام إجابة مؤلمة أنها بالفعل تركتنى فى هذه الحياة وحدى , ويالهول اليتم الذى يمزقنى ويتوعد لى ويتوحش أكثر مع مرور الوقت .
أحيا كل صباح بنفس السؤال ونفس الإجابة فتختنق أنفاسى رافضة الحياة وتمطر عينى سيولاً من الحزن لا حدود له فيعتصر قلبى اشتياقاً لرؤيتها مجدداً .
لم أكن أتخيل ان فراقها بعد عذابها سيؤلمنى ويكسر من روحى وكأنهم دفنوا جزءا من روحى معها، ويجعلنى أحيا ما بين الحياة والموت .
لم يكن فراقها مفاجئ ولكننى تفاجأت !
فى كل صباح تبدأ معاناتى بمواجهتى الحقيقة وكأنه ألم يتجدد يوميا ويتغذى على كيانى كاليوم الأول على فراقها .
داعية الله أن يصبرنى على فراقك يا أُمى .
وعزائى الوحيد إنكِ الآن أفضل، فى الجنة إن شاء الله جزاء لصبرك وألمك .
ربى اجعلها سيدة من سيدات الجنة وأغفر لها و أرحمها فقد كانت تتقبل الشقاء الدنيوى فرحة بيوم لقياك .
لن تغيبى عن بالى مهما مرت بى الأيام , أراكِ فى منامى ويقظتى، أراكِ كل يوم مع نسمة الصباح , أراكِ فى كل ما يحيط بى
على موعد يا أمى ..... غداً سنلتقى .