حلا وهلا وهنا وسهى أربع بنات صغيرين، جيران عايشين فى عمارة واحدة . أربع أصحاب بيحبوا بعض جدا . القصيرة والطويلة، الرفيعة والمكلبظة، اللى شعرها طويل واللى قصير، كلهم حلوين ومحدش بيقول مين احلى ولا مين اشطر ولا مين دمها اخف . الكل بيحبهم وهم بيحبوا الكل. كل يوم مع بعض بياكلوا وبيلعبوا وبيذاكروا وأحيانا بيباتوا مع بعض. كل يوم بيتجمعوا فى بيت مختلف. أصل أمهاتهم أصحاب برضة.
كل يوم، الأربع بنات بيروحوا نفس المدرسة، ماهم معروفين هناك، بيفتكروهم أخوات . وفى الفسحة بيتجمعوا مع بعض يتبادلوا السندويشات ويحكوا لبعض كل حاجة عن المدرسين وأصحابهم ويلعبوا ويضحكوا وهم مبسوطين جدا .
الأمهات مهتمين جدا ببناتهم وحريصين على علاقتهم مع بعض، بيتجمعوا كل خميس عند واحدة يتناقشوا فى امور بناتهم وفى متطلباتهم وبيبذلوا أقصى ماعندهم علشان يشوفوا بناتهم أحسن البنات . يوم الخميس أجمل ايامهم، لما تتجمع الأمهات فى حجرة وهم يتجمعوا فى حجرة تانية يرقصوا ويغنوا ويتكلموا وسهر للصبح ويقعوا نايمين من كتر التعب وهم مستنيين بكرة بكل فرحة وأمل علشان الجمعة يوم الخروج والفسحة مع بعض .
تعدى الأيام وتمر السنين، يعيش اللى يعيش ويروح اللى يروح وتفضل الأمهات والبنات مع بعض، فى الحزن متشاركين وفى الفرح محتفلين ومهونين على بعض ظروف الحياة وتكبر البنات ويفضل يوم الخميس أفضل الأيام .
أول يوم خميس فى أول أسبوع للثانوية العامة كان يوم مميز جدا، اجتمع الأمهات على ترابيزة السفرة وكل واحدة معاها ورق وأقلام وآلة حاسبة، حالة طوارئ فى الأربع بيوت، ثانوية عامة يعنى مستقبل البنات يعنى دروس خصوصية يعنى مصاريف شديدة جدا وتبدأ الأمهات تناقش ازاى يدبروا أمور بيتهم وحساباتهم ويشرفوا بنفسهم على مذاكرة البنات .
اما البنات فى الحجرة كانوا فى دنيا تانية . دنيا الأحلام، ضحكوا كتير وغنوا ورقصوا كالعادة وفجأة سكتت سهى وسرحت بعيد عنهم.
هنا لاحظت سكوتها وسرحانها وشاورت لأصحابها وغمزت لهم وسالتها: القمر سرحان فى اية اوعى تكونى بتحبى؟
ردت سهى وكأنها ماسمعتش الجزء الأخير : هو انتم بتحلموا بآية؟
نطت هنا من فوق السرير ولفت حول نفسها على الارض وهزت شعرها يمين وشمال .... هنا بنت جميلة، طويلة ممشوقة القوام، سمرا عيونها واسعة ورموشها طويلة وشعرها طويل اسود داكن، لفت هنا كأنها بترقص بالية وقالت : انا نفسى ادخل كلية الفنون الجميلة، انا بحب كل حاجة جميلة . عاوزة اصمم ازياء جميلة ... لية فية ستات مش بيلبسوا حلو ؟ لية الفقيرة مش لاقية حاجة حلوة رخيصة تلبسها؟ انا حصمم احلى تصميم وأبسط تصميم، انا نفسى اشوف كل الستات حلوين .. وحعمل ديكورات حلوة للبيوت وبرضة حتبقى رخيصة انا حخلى كل الناس فى بلدى لابسين حلو وبيوتهم حلوة ....ونفسى جوزى يبقى شريكى ويعمل معايا كل التصاميم ...وانت بقى يا هلا نفسك فى اية ؟
نزلت هلا من السرير وهى حاضنة نفسها وبصتلهم وهى مكسوفة وحاطة ايديها على وشها وقالت وهى بتضحك : انا بقى نفسى اتشاءلط ههههه نفسى أتجوز ولد حليوة ويجيلى وانا فى المطبخ ويحضنى من ضهرى ويبوسنى كتير ويتغزل فية وفجأة الأكل يتحرق يقولى أحسن انا حاكلك انت انهاردة ويشيلنى ويشاءلطنى .... هلا بنت جميلة صغننة ومقلبظة وشها ابيض وجميل ملامحها صغيرة .
يضحكوا البنات كتير على هلا طول عمرها شقية ودلوعة وفجأة تزعق فيهم سها : جرى اية منك ليها رجالة اية دى اللى انتم رابطين احلامكم بيها .... انا مش عاوزة أتجوز .. انا حدخل كلية إعلام او كلية الألسن.، انا بحب اللغات جدا وعاوزة اسافر كل مكان، عاوزة الف الدنيا .. عاوزة اشتغل اعلامية واشتهر او مترجمة واترجم كتب وروايات عالمية .، انا عاوزة ابقى حرة نفسى مفيش راجل يخنقنى ولا يخونى .
ردت حلا : هو انت يابنتى حتتعقدى من باباكى اللى خان مامتك وسابها مش كل الرجالة كدة .. فكك انت بس من العقد اللى عندك وحياتك حتسلك وحيجيلك واحد كويس .
ردت سها بغيظ : ملكيش دعوة انا قلت مش حتجوز يعنى مش حتجوز، فكك انت منى تشوفوا حلا العبقرية بتاعتنا عاوزة اية .
مممم انا بقى ياستى انت وهى، ترد حلا وهى لابسة النظارة وباصة لفوق : انا عاوزة طبعا زى ماالكل عارف ادخل كلية الهندسة قسم غزل ونسيج . نفسى افتح مصنع غزل ونسيج نفسى نلبس صنع بلدنا، انا بستغرب جدا من الوزراء والمسؤولين وهم بيلبسوا مستورد ... لازم يلبسوا من صنع بلدنا . انا حعمل خط إنتاج مخصوص أجود الخامات وأفضل تصاميم ونفسى اى حد بيتكلم بإسم بلدنا يلبس من صنع بلدنا والعالم كلة يشوف ازياءنا وصناعتنا ويبقى مصنعى ماركة عالمية ....قاطعتها هنا وانا حشاركك بالتصاميم حعملك احلى تصاميم واحلى ألوان، اتحمست سها جدا وقالت : وانا كمان حعملكم دعاية جامدة من البرامج بتاعتى حاتكلم عنكم بكل لغات العالم وحنبقى عالميين،،،، وبصت لهلا باستهزاء وقالت : طبعا ياست هلا حلمك بعيد عن حلمنا .
ردت هلا : ازاى بقى دة انتم حتتعاملوا مع الموزز وعارضين الأزياء، دة انا راشقة يامعلم، دى الشقاليط للركب ...وفجأة لقيت شلوط رماها من فوق السرير ونطت فوقها سهى تعضها وهنا وحلا ميتين من الضحك ونطوا عليهم وبقى الأربعة على الارض فوق بعض، كلهم بيزغزغوا بعض وهلا بتقرصهم وفضلوا على الضحك مدة طويلة لحد ماتعبوا وناموا فى مكانهم على امل ان بكرة يجى علشان يحققوا احلامهم .