تتميز مصر عن سائر البلدان العالم بطقوسها وعاداتها الدينية والاجتماعية، والتى تتفرد بها وتجعل لكل مناسبة طعم ومذاق خاص، عرف المصريون الاحتفال بالمولد النبوى فى عصر الخلافة الفاطمية وظل تقليدا راسخا إلى يومنا، كانت الدولة الفاطمية دولة رفاهية، لتحسن الوضع الاقتصادى وقتئذ لتوفير الفائض المنهوب لمركز الخلافة العباسية ببغداد، يبدأ الاحتفال بالمولد النبوى منذ اليوم الأول من شهر ربيع الأول وحتى اليوم الثانى عشر ؛ ومن مظاهر الاحتفال الطابع الكرنفالى من الزينة وشوا در الحلوى، مثل السمسمية والفولية والحمصية والمشبك وست الحسن وأصابع زينب، والحصان والعروسة؛ والطابع الروحى بحلقات الذكر والإنشاد وقراءة القرأن، وكان الحاكم أو الوالى أو المحافظ بحسب مسمى العصر ، يخصص ساحات أرض فضاء تقام عليها الاحتفالات فتنصب الخيام للوافدين من أماكن بعيدة، ليحتفل الناس مسلمون ومسيحيون، يأكلون ويمرحون صغارا وكبارا؛ والمولد النبوى من المناسبات التى تشكل فرصة للتعاضد والتماسك والتعاون بين أفراد المجتمع، فالأغنياء يقسمون الليالى الأثنى عشر على أنفسهم وليقوم أحدهم بإعداد الطعام وتقديمه للفقراء قبل البدء فى حلقات الذكر وسماع المنشدين؛ ومن الأطعمة الشهية التى ابتكرها المصرى لتلك المناسبة الفول النابت، وفى الليلة الختامية تكون الأكثر حضورا وزحاما يطوف الشبان والأطفال الشوارع والميادين حاملين الرايات المزركشة معلنين الختام.