تعتبر مهنة المعلم من أهم المهن فى المجتمع على الإطلاق إن لم تكن أهمها، ففضلا عن كون المعلم هو ناقل الحضارة والعلم عبر الأجيال وهو المعلم الأساسى لكافة المهنيين الموجودين بالمجتمع (من مهندسين وأطباء وقضاة ورجال أعمال وموظفين ..) إلا أنه يجب ألا يعتبر نفسه مجرد مهنى عادى مثل باقى المهن فدوره التربوى لا حدود له ورسالته فى تربية الطلاب غاية فى السمو والرقى فالمعلم محسوبة عليه تصرفاته الشخصية التى لا تنفصل عن واقعه المهنى فهو قدوة لطلابه، وأباً وأخاً أكبر لهم يتعلمون منه ويأخذون عنه التصرفات والأفعال اللائقة بهم كطلاب علم فى مؤسسة تربوية، ومهنة المعلم من المهن التى يؤثر من يعمل بها فى نفوس الطلاب لذلك فدوره يتعدى دور التعليم ليكون تربويًا من الدرجة الأولى.
والمعلم كشخص مهنى غير عادى على الإطلاق يجب أن يتصف بالدقة والإتقان فى عمله والقدوة الصالحة التى تبذل قصارى جهدها بأمانة وإخلاص سواء وجدت مقابلا لذلك أم لا فالمعلم يبتغى الأجر والثواب من المولى عزً وجل قبل كل شىء ولعل أمير الشعراء أحمد شوقى لم يبالغ حين أثنى على المعلم فقال فى قصيدته:
قُم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلمُ أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذى يبنى ويُنشىءُ أنفساً وعقولا
إننى إذ أدعو معلمينا أن يتحملوا دورهم ويؤدوا رسالتهم تجاه طلابهم ويكونوا قدوة عملية وتعليمية لطلابهم، كذلك فإننى أدعو طلابنا للاستفادة من معلميهم والاستزادة من علمهم حتى يساهموا فى رقى وطنهم وتحقيق ما تصبو إليه أمتنا العربية من ريادة حضارية كما كانت سابقا.