أثناء مشاهدتى لأحد برامج "التوك شو" رأيت مناقشة مكونة من أربعة أفراد يتحدثون فى آن واحد بضجيج صاخب أشبه بالعراك، فجلست متأملاً ضاحكاً فيمن قد احمرت عيناه واحتدت ملامح وجهه المرعبة، متسائلاً فى نفسى: "هل يمكن لهذا أن يقنعك برأيه ومنطقه؟ أم أنه يريد أن يهزمك وينتصر فقط؟.
قال قديماً أحد الحكماء إن العالم يحتاج إلى الهدوء لكى يحل مشاكله فإن اختفى الهدوء فإن الحب يختفى معه؛ هناك من يحدثك فى حوار هادئ عميق تراه لا يقاطعك أبدا لحين انتهاء حديثك، ويسألك ليبدأ بالرد والإجابة فى هدوء، مثل هذا يمكنه أن يجعلك توافقه الرأى وإن خالفك دون أن تشعر بأنه قد هزمك.
اللسان يحب أن يتحدث باستمرار ويقاطع الآخرين، ولا يستطيع أن يسكت أبداً إلا إذا تم ضبطه، لا تكن من محبى الثرثرة المستمرة لأن كثره الكلام لا تخلو من الخطأ والمعصية ولكن الضابط شفتيه هو رجل عاقل قادر أن يلجم جميع حواسه. بالتدريب المستمر ومراقبة لسانك ستحصل على الهدوء والراحة، فإن هدوء اللسان شجرة تنبع حياة وفرح فى حياة صاحبها وفى حياة الآخرين أيضا.