استشهد أطفالٌ وشيوخٌ وشبابٌ أبرياء من أبناء الوطن فى عمل أقل ما يوصف بالخسيس، وتركوا خلفهم أوجاعاً وآلاماً لن تمحوها الأيام والسنون، وستبقى ذكراهم نهجاً نرسم فيه طريق حياتنا نحو محاربة الإرهاب والحفاظ على مصرنا الغالية .
مات من يحمل فى قلبه السماحة والطيبة والبساطة الابتسامة وعاش من يستحق أن يموت .
تاهت كلماتى وعباراتى من هول الفاجعة وحجم المصيبة التى أصابت أبناء قبيلتى السواركة فى قرية الروضة، وانهمرت قطرات من الدمع لم أستطع أن أمنعها على وُريْقاتِ مقالى، لتبكى تلك الدماء الطاهرة الزكية التى قابلت ربَّها متوضأةً طاهرةً بين ساجدة وراكعة ورافعة أكفّها لله بالدعاء .
وقرية الروضة لمن لا يعرفها هى نواة العمل الفدائى لأبناء سيناء ضد الاحتلال بتأسيسها منظمة سيناء العربية، فقد حَصد مائةُ مجاهد من أبنائها نوط الامتياز من الطبقة الأولى فى رحلة الكفاح من الاحتلال حتى التحرير، وكأن ما جرى بالأمس انتقاماً منهم لتلك البطولات التى سطّرت أسماء أصحابها بأحرف من ذهب فى سجل التاريخ .
فأى شريعة أو مبدأ أو حجّة تعطى هؤلاء حق إزهاق أرواح أبرياء من أطفال وشباب وشيوخ قد جمعهم القدرُ فى المسجد لكى يكون آخر عهدهم بالدنيا، وأى عقل يستوعب ما جرى فى تلك الجمعة الحزينة التى غيّبت تحت الثّرى مئات الشهداء وخلّفت مئات الجرحى وأكلَمت قلوب أمهات ويتّمت أطفال ورمّلت زوجات، وتركت جرحاً يأبى أن يلتئم فكان أشد من جرح السنان والسهام .
نعزّى قياداتنا وجموع شعبنا المصرى بمصابنا وما فقدنا من دماء طاهرة، ونؤكد أننا خلف قيادتنا فى سعيها الدؤوب نحو إخماد الفتنة فى سيناء، وحفظ الأمن والأمان .