بعد شهر العسل، تستعد المهندسة حلا للشغل الجديد، رايحة بهمة ونشاط و حلم المصنع مسيطر عليها، خطتها أنها تاخد خبرة من الشركة و تجمع مبلغ و تقدم على قرض و تبدأ فى المصنع . فوجئت حلا بعدد المهندسين المكدس بالشركة دى حتى ملهاش مكتب تقعد عليه . مش مهم المهندس مش بالمكتب "هى اقنعت نفسها "، تعدى الايام و حلا مش بتشتغل ولما سألت وطلبت شغل، استغربوها المهندسين وبلغوها أن الشركة مش شغالة وان مصانعها واقفة لان الماكينات بقت خردة ... قررت حلا أنها تعتمد على نفسها و تكون خبرة رغم أنف الظروف.
تعدى سنين على حلا وتكتسب خبرة كبيرة فى عمل التريكو، بقت استاذة فى عمل بلوفرات التريكو والشرابات ومااكتفتش حلا بالتريكو دى كمان برعت فى الكوروشية، الكل بيحلف بخفة ايديها و كل ملابس جوزها وأولادها من عمل ايديها بالإضافة أنها طباخة ماهرة من كتر فتح قنوات الطبخ، وقت الشغل كافى وزيادة أنها تتعلم وعلشان هى مهندسة، يعنى بتعرف تعمل كل حاجة بدقة، فعرفت تستفاد بأى دقيقة فاضية عندها، لا وبالإضافة لكدة بقت استاذة فى دك الاساتك من كتر ما بتدكك اساتك بنطلونات البيجامة بتاعة جوزها اللى كل شوية اساتكة تتقطع بسبب الكرش اللى بيربية إلى مالانهاية، اول مرة حلا تعرف المعنى الحقيقى للمالانهاية . اخدتة فى الثانوى والكلية ماكانتش متخيلة أن فية مالا نهاية الا لما شافت كرش جوزها . واتلهت حلا فى شغل البيت و عيالها وطلبات جوزها اللى مش بتنتهى وطخنت حلا وربربت ومابقتش تعرف طولها من عرضها ،وكل ماتفتكر حلمها القديم تضحك على نفسها بحسرة .
هنا الفنانة الرقيقة الجميلة اتجوزت من الدكتور المتزمت، اجبرها تسيب شغلها لان عمل المرأة حرام، اجبرها تتحجب و تلبس العباية لانة مش عاوز يتحمل وزرها، طبعا منع الاغانى و التليفزيون حرام و لما حاولت هنا تشغل وقتها بالرسم برضة اتقالها الرسم حرام . عاشت هنا فى وهم أنها متاقلمة على الوضع الجديد بس الحقيقة هى كانت عايشة فى اكتئاب من غير ماتحس، كانت بتسهر الفجر لما يكون الكل نايم و تنام للعصر لما يكون الكل صاحى، جوزها مكانش سيء طول ماهى بتطيع اوامره ومحاولتش تعاند او تناقشة فى تحكماتة بعد المشاكل الكتير اللى كانت حتوصل للطلاق و تهديدها بعدم الصرف على الاولاد خصوصا انها فقدت وظيفتها .وكل ماكانت تفتكر حلمها هى وأصحابها تضحك بحسرة .
سهى المثقفة خريجة الألسن، جوزها مدرس الرياضيات، أصحابها بيشبهوه بجورج سيدهم فى فيلم الشقة من حق الزوجة، قتيل دروس خصوصية، نقلوه من القاهرة لقرية بإحدى الأقاليم، اضطرت سهى تسيب شغلها وتسافر مع زوجها و هناك اشتغلت مع زوجها مدرسة انجليزى، سهى مخدتش بالها اول الجواز أن جوزها بخيل، مكانتش مركزة معاة، كان بيجيب طلبات البيت دايما ناقصة كتير وهى كانت بتكمل عادى بس لما المصاريف تقلت عليها بعد ما سابت شغلها القديم و طلبات اولادها زادت، بقت تركز أن جوزها ليل نهار دروس خصوصية و بيجيب اقل القليل، ولما واجهتة وطلبت الزيادة ثار بشدة و من خبرتها عرفت انة عمرة ماحيدفع، اضطرت سهى للجوء للدروس الخصوصية مع أنها ضد المبدأ تماما وبقت سهى بتدور فى ساقية من الصبح فى المدرسة و بعد المدرسة طلبات بيتها والأولاد و الليل الدروس الخصوصية
اما بالنسبة لهلا فهى اتشألطت بما فية الكفاية . اول يوم جواز كان يوم كويس مش وحش زى اى يوم لأى عروسة . بس كدة خلاص، هو اول يوم بس و بعدها زوجها هو أخوها الكبير حسباللة زى ماهى مسمياة. ويشاء القدر أنها تحمل من اول يوم ودة خبر زعلها جدا، حاولت هلا مع أخوها حسباللة تفهم منة بس فجأة لقيت ادامها سوبر حسباللة الحقيقى بتاع ريا وسكينة . خافت هلا على نفسها و بعدت. وبعد الولادة اتغير حسباللة شافت الشألطة من على السرير بشلوط من القدم اليمنى و يليها شلاليط متكررة بالقدم اليسرى و اشى لكميات على اقلام بالإضافة إلى الكلام الجارح وياسلام بقى لو حاولت تطلع من باب الشقة وتستنجد بالجيران تفوجىء بالشألطة بجد من اعلى سلم لاخرة . و اللى زعل هنا اكتر وقهرها موقف امها من كل دة، كانت الأم دايما ترجع هلا لبيت زوجها و تيجى عليها و تعاتبها لأنها بتطلب حقها منة . تقولها الست المحترمة ماتكلمش فى الكلام دة . مجتمع غريب جدا يبرر للراجل خيانتة لزوجتة و يمنع الزوجة أنها تطالب بحقها . يسمح للراجل انة يهمل بيتة واولادة و يمنع الزوجة أنها تدافع عن كرامتها لو جوزها اهانها علشان ماتخربش البيت . كرهت هنا زوجها و المجتمع كلة و كرهت حتى نفسها . انعزلت هنا بعيد عن الناس حتى امها الا أصحابها فضلوا هم النفس اللى بتتنفس بية .
تعدى السنين و تمر بسرعة و البنات اتغيروا كتير بس اللى مااتغيرش يوم الخميس اللى البنات لازم يتجمعوا مع بعض بس مش علشان يحلموا زى الأول، بيتجمعوا علشان يشكوا لبعض همومهم و يفضفضوا و يهونوا على بعض مشاكلهم .