نَهْرٌ تدفقَ بالـهُــــدَى........فَـبمَدْحِـهِ يحلو الـحُدا
شَـمْـسٌ يَهلُ ضـياؤُهـا........والصبحُ شـوقًـا أنـشدَا
والـزهـرُ أطلقَ عـِطرَه........عبقًـا يـفوحُ مـع الـندى
واخضرَّ غصـــنٌ يابسٌ........والنبضُ فيه تجــــددَا
هتفتْ سمــــاءٌ هللتْ..........والبحرُ فاضَ وأزبـــدَا
والصخرُ لانَ مـــهابةً.........والـطـيرُ عـشقًا غـرّداَ
والبِشْرُ فاحَ رحـــيقُهُ..........صدحَ الوجـــودُ وردَّدَا
والأرضُ غنَّتْ بهــجةً........وجهُ الــحيـــاةِ تورَّداَ
والـكـونُ زفَّ نشـيدَهُ..........حيـن الـمُـكمَّـلُ قد بدا
والشِعرُ هامَ بفـــخرهِ..........إنْ قصَّ عنك وأســـردَا
قـبـل الــخلائقِ كلِّها..........فى اللوحِ كـنـتَ مُمجـَدا
هتفَ الـمسيحُ لـقومهِ...........بـشـرى بـمقدمِ أحمدَا
حِزتَ الفصاحةَ كلَّــها..........واللفظُ سالَ منضــــدا
زرعَ الـسلامَ بـحلمهِ............للـجهلِ جــئتَ مُـبدِّدا
وبذرتَ حبًـا فى الورى..........فـالـصفحُ مـنه تـولَّدَا
دينُ الســماحةِ والتقى.........ما هدَّ يومًا مَعـــــبدا
والأنبياءُ بقدسهــــمْ...........صلوا وراءكَ سُجَّــدا
زرتَ السماءَ مَـعَارجًا...........نلـتَ الــبراقَ تـفرُّدا
وغشيتَ ســدرةَ منتهى........ ربى حباك وأسعــــدَا
أنت الحبيبُ المصطفى...........من نالَ مثلك مقعـــدا ؟!
ما رد بابــُـك سائلاً .......... يـومًا أتـى واسـتنجدَا
ويـداك إنْ مـسَّت ثرى......... فسرى الـترابُ زبـرجدا
مـنـك الـبدورُ تـجملتْ....... من حسنك الحسنُ ارتدى
هو خيرُ مـن عينٌ رأتْ........مـا خـانَ يـومًـا موعدا
يـومَ الـزحامِ وحشـرهِ........والكلُ هابَ المشهـــدَا
كل امرءٍ فى شـــأنهِ..........وجدوا الشفيعَ محــمدَا
يـا حـظَ من وجبتْ لهُ.........يـجد الـسـعادةَ مَرقدا
فجمالُ يوسفَ شـــاهدٌ.........إنْ يدنُ مـــنك تزودا
يـا مـن وُلدتَ مُـجملاً.........والجودُ منك تمـــددا
عشتَ الفقيـرُ تواضـعًا.........وأبَـيـْتَ مُـلكًا سـؤددا
وأنـارَ وجـهُـك عالَمًا...........بـالـغـيمِ كانَ مُلـبدا
ما كنتَ فظًا قاســـيًا..........فيك الكمالُ توحـــدَا
ماذا تقولُ قـصـيدتـى...... والوصـفُ فـيكَ تجددَا ؟!