جاء إعلان الرئيس الأمريكى المتغطرس دونالد ترامب " القدس عاصمة لإسرائيل " كرد فعل منطقى لما آلت إليه أحوال العرب من فرقة وضعف ونزاعات حتى طالت الداخل الفلسطينى نفسه .. قرار ترامب المغاير لكل القوانين والشرائع الدولية , نوع من التجبر والهيمنة الأمريكية على معظم دول العالم وخاصة الأمم العربية والشرق أوسطية التى نجح النظام الأمريكى الفاسد وحلفاؤه بإشعال الفتن داخلها لتتناحر فيما بينها فى حروب طاحنة لتفكيكها وتدمير اقتصادها وإضعاف جيوشها ومقدراتها لتكون فريسة سهل التهامها !
إن القرار الأمريكى لم يكن ضد فلسطين فحسب بل ضد الأمة العربية جمعاء التى انشغلت أنظمتها بشهوة الحكم والسلطة على حساب دينهم وشعوبهم وقوميتهم العربية .. ولا نستطيع أن نستثنى أحد خاصة المتاجرين بالدين والأغلبية الصامتة التى ارتضت الذل والهوان !
لقد كشف قرار ترامب عورات أمتنا العربية من فتن وصراعات سياسية أفسحت المجال لإسرائيل لتهيمن على أرض فلسطين المحتلة لتقتل شبابها البواسل الذين لم تردعهم أسلحة اليهود الفتاكة , فواجهوا الموت فداء لوطنهم وسالت دماؤهم الزكية لتغطى أرض فلسطين الحبيبة وخاصة مدينة القدس المحتلة .. فطوبى لشهدائنا الأبرار .. والعار كل العار لكل من أختبئ خلف التصريحات والشعارات السياسية الرنانة التى أكل الزمان عليها وشرب !
إننا الآن وجها لوجه أمام قرار كشف عورات أمتنا العربية التى تعانى من هشاشة أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد أن دخلت كهوف التخلف المظلمة , ولم تعد قادرة على الحراك الجدى نحو التقدم والازدهار حتى أنها لم تعد قادرة على حماية مقدساتها من الصهاينة المحتلين تحت غطاء نظام أمريكى أعطى لنفسه حق احتكار القرارات منفردا دون وجه حق من أجل تحقيق مطامعه فى السيطرة على ثروات أمتنا العربية التى لم تعرف يوما كيف تتحد لتشكل قوة لمواجهة أى تحديات على الرغم من قدرتها على تحقيق ذلك بما تملكه من ثروات طبيعية قادرة على تغيير ميزان القوة فى العالم أجمع !
القدس تنادى العرب لكى يتحدوا على قلب رجل واحد لإبطال القرار الأمريكى .. فالقدس عربية , وستبقى عربية بمقدساتها من مساجد وكنائس , ولن تفلح الحركة الصهيونية ومن وراءها فى تهويدها .. وإن لم تنصروها .. فالله ناصرها .. فالله ناصرها !