تأتى القارة السمراء على رأس قائمة قارات العالم فى التعداد الثَرَوى للموارد الطبيعية، والعالم أجمع يعرف كنوز أفريقيا الدفينة من خلال مواردها الطبيعية، غير أن أفريقيا تشتكى فقراً، ويغلب على شعوب دولها التفكير فى الهجرة والابتعاد عن ثرواتهم الحقيقية التى سوف تتصارع قوى كبرى على هذه الثروات لاحقاً .
هذه القارة الغنية التى انتشرت بها الأمراض وعم الجهل ربوعاً كثيرةً بها، فهناك شعوب لا تُقدر قيمة الموارد العملاقة التى بين يديها بل تذهب بنفسها لتصديرها بأبخث الأثمان دون معرفة حقيقية لحقيقة الثروة الكبرى التى يتم إهدارها .
قُلنا سَلفاً أنه تستطيع أى دولة التقدم بأعمال خارج حدود أرضها عن طريق "مشاركة دول القارة السمراء فى مشاريع كبرى"، فأفريقيا لديها الموارد والقوى العاملة زهيدة الأجر، وفقد ستأتى الدولة التى تريد الاستثمار والاستفادة، بالتكنولوجيا والنظام العملى للمشروع، فتكون الدولة قد استفادت بموارد وعمالة رخيصة الأجر، وتستطيع أن تنقل المنتجات التى أنتجتها من أفريقيا إلى شعبها بأسعار بسيطة ليست كالأسعار الموجودة بها وهنا سيشعر مواطن هذه الدولة أن حكومته تعمل لأجله.
وفى نفس الوقت تكون قد استفادت الدولة الأفريقية من الاستثمار الكائن بداخلها والذى سيعكس رفاهية تصب فى صالح مواطنيها، صحيح ليست هى الرفاهية المنشودة أو المطلوبة ولكن هذا التحرك هو المطلوب الآن للنمو الذى تحتاجه أفريقيا بشدة، وهذا هو دور المجتمع الدولى تجاه أفريقيا والذى سوف يتوج بالاستفادة المحققة للجميع وهو أرخص وأسهل الآن من لاحقاً .