اشتاقت نفسى للرحمن سائلة متى الرحيل
صارت الاوجاع براكينا اثقلتنى حملا ثقيل
فمن بالأمس يحبو بسوء الأدب بدأ عنتيل
ومن كان للأبجدية يحبو صار للغيبة فحيل
ومن اعتلى الشيب رأسه على ماض عويل
على اركان الدين بكى ضاع السلوك ترتيل
وماسلوكا نراه نأى بالصدق بغربة تضليل
صار الادب غريبا بين وحوش الغى نحيل
مانسمعه يدمى القلب بلوعة للكذب تعاليل
الناس فى نار على وجوهم كبا بما قد قيل
يانفسى صبرا فمنه خيرا لك نبعا سلسبيل
فما الحياة الا دنيا ابتلاء فارتقيها بالتنزيل
وتاج الصبر للفردوس نزلا لك دوما دليل
وحوض طه بيده شربة لا ظمأ ابدا طويل
وفى يوم بخمسين الف عام فصبرا جميل
يانفسى اشتعل الرأس شيبا للعمر تحصيل
وماجفت دموعى خوفا عليك للحيتى تبليل
فحالت بين عينى وابجدية قراءة لا تشكيل
واشتريت للظهر عكازا جف زهر الاكاليل
انها الانذارات صمتا اهلا بوداع ولا تعديل
ياسائلتى جفت اوراق خريفى نادت الرحيل
ان لسقوطها سكرة يغيب العقل عنها بذليل
ويوم الحساب وقوفا عرقا ومفرا مستحيل
فإما إلى جنة جزاءا وإما إلى النار لا تأجيل
ياسائلتى رحمة لك حسن ظنا بالله لك مقيل
الصبر قصر بجنة فاصبرى لمقامة يستطيل
العمر أن طال عبورا لبرزخية صفرا ضئيل
اجعلى الصبر قنديلا بقزح تغار منه قناديل
واعرضى عمن تاهت اخلاقه وعنه تحويل
شمس الحق ساطعة لا يزيغ عنها الا بخيل
اطيعى طه بسنتة للهداية والقرآن لا تبديل
ياسائلتى كونى كريمة بالخير مردا كالنخيل