هلا حزنت ياقلبى على جمع لا يغار
الغابة مرتعا شسعا فيها الود جوار
ماسمعنا كلبا يسب كلبا يخاف عار
واصفا اياه بسوء القول للحق انكار
يخاف وصفا لخلقه انه مع الاحجار
ومارأينا ألسنة عزفا بالنميمة اوتار
ومابكت انفسنا من ساكنى الاشجار
اعشاش بالدفء بسفينة الود ابحار
وحوش تسبح الله توبة لعزيز غفار
وجبال ثوابت بذكر الله خوفا انهيار
المأوى لك يانفسى اما بجنة او نار
فذاك بعدم ادب ولسانه قبحا امطار
وهذا بدينه شكلا لا يعلم منه أنوار
لا تنهاه صلاة يداومها منها القفار
وذاك متنطعا أصم اذناه عن المنار
منار النداء للصلاة هو منها بفرار
يشيع بالكذب قولا يلتف به اشرار
المأوى سكنا تفضيلا لمن لك بجار
فان وفقت يانفسى صار الليل نهار
وان اسأت السكنى بات الهم سعار
وصار السكن جذوة تدوم مع النار
الجار قبل الدار منك روية وابصار
والدار وان كانت كهفا لياليه اقمار
تنيره قناديل الود من فيض الجوار
يموت المرء ودعاء تربيته كالديار
حسن البناء قبولا لعفو الله واغمار
وان كان هشا نبتت به سوء اوزار
يحصدها الاب ظلام نار بعد احمرار
ياغابة الادمى الحيوان منك لا يغار
فهل انت منه على دينك خوفا تغار ؟
وكرامة الجار بك تاجا لنور الأنظار
حصادا لحسن القول منك طيب ثمار
اللهم اجعلنا بحب طه فوزا بالجوار
واجعل اللسان هداية للجنة فى قرار
آمين فشوقى اليك لا هدوء كإعصار