شاهدت ما كتبه المراسل صاحب التقرير" ديفيد كيركباتريك"فى صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية مانشرته من أن النظام المصرى وافق على أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، وأن تكون رام الله عاصمة لفلسطين. وبحسب زعم الصحيفة فإن تسريبات التسجيلات قالت إنها لضابط مخابرات مصرى، تكشف عن إصدار تعليمات لمقدمى برامج مصريين، تحثهم على إقناع الرأى العام المصرى بقرار إدارة ترامب، وتم الاحتفاء بالتسريبات طبعا على القنوات الإخوانية الإرهابية المعروفة فى قطر وتركيا وفندوا لها ساعات طويلة بإلقاء التهم والتحريض والطرق المعروفة لدى جماعة الاخوان الإرهابية .
أولا وقبل كل شىء نحن نعلم جميعا موقف مصر الوطنى المشرف دائما جانب القضية الفلسطينية ولاأحد يزايد على هذا الدور التاريخى والذى كلف مصر نحومائة الف شهيد من أبناء مصر البواسل .
ثانيا تعرضت مصر لحملة ضغوط سياسة واقتصادية واستراتيجية واسعة، عقب نجاحها الدبلوماسى المبهر باقناع الدول أعضاء مجلس الأمن الدولى الـ15 ما عدا أمريكا بالتصويت لصالح مشروع القرار المصرى وضد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبعد تحويل القرار المصرى إلى الأمم المتحدة للتصويت عليه فى جلسة طارئة، توعدت "نيكى هيلى المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة كل من يصوت لصالح مشروع القرار المصرى وضد القرار الأمريكى بالوعيد، وأضافت أنها تراقب عملية التصويت بعناية.
ولم تكن مصر بعيدة عن دائرة الانتقام العربى فالتزامن مع الأداء الدبلوماسى الرصين ورفيع المستوى لمصر فى مجلس الأمن والأمم المتحدة تم استهداف مطار العريش بقذيفة صاروخية، وفتحت منظمة هيومن رايتس ووتش نيرانها على مصر، وأخذت الإدارة الأمريكية وعبر الكونجرس تعبيد الطريق من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على مصر بإثارة قضايا فارغة المضمون مثل قضية المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، وتقليص المساعدات الأمريكية لمصر، وإعادة بعث الجماعات الإرهابية وتنشيطها بما يهدد الأمن المصري.
ثالثا زيارة الرئيس التركى أردوغان إلى دولة السودان والحديث عن قاعدة عسكرية تركية بمنطقة سواكن على البحر الأحمر ثم زيارته إلى تونس فى محاولة لإعطاء جرعة تنشيطية للجماعات الإرهابية بشمال إفريقيا من أجل تهديد مصر عبر حدودها الغربية المشتركة مع ليبيا.
رابعا مصر تدفع ثمن استقلال قرارها السياسى وإرادتها الحرة، فثمة تحول كبير فى السياسة الخارجية لمصر بعد ثورة 30 يونيو مبنية على الانفتاح على دول العالم قاطبة فأمريكا لا تريد أن تستوعب هذا الأمر وتريد محاصرة القرار المصرى داخل مساحة محدودة.
بعد كل هذا نفهم من خلاله شيئا واحدا ، أن مثل هذه الافتراءات والهراءات مجرد أفخاخ وأنها لم تمت للواقع بصلة بدليل ماأدلت به الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة ضياء رشوان بيانا صحفيا ، ردا على ما نشرته صحيفة « نيويورك تايمز» الامريكية للمراسل الدولى للصحيفة «ديفيد كيركباتريك» عن وجود تسريبات لتسجيلات فى حوزته تدور حول صدور توجيهات الى عدد من مقدمى البرامج التليفزيونية فى مصر بشأن تناول موضوع «القدس» فى الإعلام المصرى .
وأوضحت الهيئة أن الخبر تضمن ذكر أربع شخصيات اعتبرهم من مقدمى «البرامج الحوارية المؤثرة «فى مصر وهم ، الصحفى مفيد فوزى ، وهو فى الحقيقة صحفى لا يقدم اى برامج تليفزيونية منذ سنوات ، على عكس مازعمه التقرير ، والثانى الإعلامى سعيد حساسين ، وقد توقف عن تقديم برنامجه ، قبل إثارة موضوع القدس بأسابيع ولا يقدم أى برامج حالياً ، ونفى حساسين أن يكون قد اتصل به أحد بشأن موضوع القدس ، مؤكدا أنه لايعرف أحداً أصلا اسمه أشرف الخولي.
وأضافت الهيئة أن الثالث الذى أوردته الصحيفة ، كمقدم برامج سياسية مؤثرة فى مصر فهو الفنانة الكبيرة يسرا ، التى من المفترض أن يكون الصحفى «ديفيد كيركباتريك» - بحكم إقامته الطويلة فى مصر سابقاً - يعلم أنها من أشهر نجمات التمثيل والسينما فى مصر والعالم العربى ، ولا علاقة لها بأى برامج تليفزيونية من أى نوع ، ونفت يسرا فى اتصال مع الهيئة ، معرفتها بالشخص الذى ذكره تقرير الصحيفة ، ولم تناقش مع أى شخص موضوع القدس مطلقاً ، وأنها لم تدل للإعلام بأى آراء تتعلق بموضوعات سياسية ، بل إنها لم تكن موجودة فى مصر فى تلك الفترة ، معلنة أنها ستلجأ للقضاء بشأن الزج باسمها فى مثل هذه التسريبات المزعومة ، الأمر الذى يسيء لها كفنانة كبيرة.
اذن فالان نفهم حقيقة واحدة ،التحريض على مصر وأستهداف أمنها القومى هى مؤامرة مكتملة الاركان ،وهى ليست المرة الاولى التى يتم نشر مثل هذه الهراءات فى هذه الصحيفة فمنذ ثورة 30 من يونيو 2013 يقومون بإستهداف مصر والتحريض عليها ، ولكن إرادة مصر القوية، وقيادتها الحكيمة ، ووعى شعبها ووحدتهم ، ووطنية وقوة جيشها أكبر وأٌقوى من أية تسريبات أوتحريض ، تحيا مصر .