لا تزال بعض الفتيات والنساء فى المجتمع المصرى والعربى حتى الآن تمنع من استكمال دراستها وأخرى تمنع من العمل وثالثة تجبر على الزواج بالطرق المشروعة للإجبار وما أكثر أشكالها اليوم، حيث بات المجتمع المصرى يبدع فى أشكال القمع غير المباشرة للنساء حتى لا يلقى عليهم لوم ، كأن تضع الفتاة فى موقف لا يكون أمامها سوى أن تختار شخص بعينه أو عمل بعينه أو نمط حياة بعينه، يغلقون كل الطرق أمامها ويطرق لها طريق واحد تكون مضطرة على السير فيه ثم يقولون لم نسجنها ولم نقتلها بل أعطيناها حرية الاختيار وفى الحقيقة هم أعطوها حرية الاختيار بين خياراتهم التى وضعوها فقط، ثم يأتون بكل قوة بعبارة لم نجبرك على شىء ، نحن فى زمن الحريات والانفتاح لم نعد مثل الماضى، وفى الحقيقة نحن لا نختلف كثيراً عما كان يحدث فى أزمنة الجهل، هناك كان القمع مباشر وهنا القمع غير مباشر، النتيجة واحدة يا عزيزى .
أتساءل كيف بعد أن أصبح العالم غرفة واحدة وتحمل كل منا هاتف فى يدها ينقلها لكل مكان فى هذا العالم، تمنع بعض الفتيات من الذهاب إلى عمل ما أو إلى استكمال دراسة ما، باسم العادات والتقاليد أو باسم حديث الناس، أى أناس سوف ينفعونكم أو يضرون ؟ .
شغلت المرأة الوزارات والسفارات والمقاعد الدينية، وربت الكثير من النساء أطفالهن بمفردهن بعد طلاقهن أو وفاة أزواجهن، أى لم تعد النساء نصف العالم، بل أصبحت العالم كله، وللآن كيف تجبر بعض النساء والفتيات على الجلوس فى المنازل دون عمل أو هوية، كيف تدفن هوية فتاة قادرة على الإنجاز والإعمار فى أى مجال فى هذه الحياة كيف تدفن لمن لها موهبة ما أهداها لها الله عز وجل إليها، كيف تفكرون وقد اصطحب الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته فى غزواته ؟
وأخيراً يا هذا لا تخدعونا باسم مشاعر هى منكم بريئة ؟ مشكلة خوفك عليها تحلها الثقة فى الله وفى وردتك التى حتماً ستزهر وإن زرعت وسط الأشواك ، ومشكلة الحب والغيرة يحلها الأمان ، أما مشكلاتكم أنتم الداخلية فنحن منها براء ، واكبوا سنة رسول الله فى تكريم النساء واكبوا تغيرات العالم يرحمكم الله " رفقا بالقوارير " .