ما نعانى منه جميعا وتعانى منه الأمة بكاملها هو افتقادنا لنعمة الأخلاق الحسنة التى كانت أحد أهم سماتنا ومدلولات هويتنا وأهم خصائص أمتنا حتى قبل الأديان السماوية.
كانت الأخلاق الكريمة تسود بين الأمم والقبائل وتوارثتها الأجيال وحافظوا عليها حتى سمت وارتقت بهم بين سائر الأمم.
فالأخلاق هى الميزان الدقيق لتشخيص واقعنا العربى عامة والإسلامى على وجه الخصوص.
ولا بعد قول الرسول المصطفى محمد سيد الأنبياء والمرسلين (أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) كلاما عن أهمية حسن الخلق والاهتمام به، فيوم أن كان الكبير يعطف ويحنو على الصغير، ويوم أن كان الصغير يقدر الكبير ويقبل يده لا لسبب غير أنه أحد أشكال التقدير التى تتبلور فى شكل تصرف قد يراه البعض أمراً متحفظاً عليه غير أن مدلولاته أعمق وأعمق بكثير مما قد يفسره البعض ممن زرعوا ودقوا فى جسد الخلق العربى والإسلامى مسامير كثيرة حتى فسد الجسد وصار يحتاج إلى سرعة العلاج.
وقد يتساءل سائل : " ما علاقة الأخلاق بما تعانيه الأمة الآن من حالة الضعف والهوان على غيرها من الامم بل على نفسها؟"
اقول أن الاخلاق الحسنة هى من تزين الانسان وتجعل منه الانسان المرتجى أن يكون فهى الحلى الذى لا يشترى ولكنه يكسو النفس بغطاء العفة والطهارة ويصفو بالروح البشرية التى هى من روح الله عز وجل فالاخلاق ليست شعارات تطلق فى الهواء ولا تعلق فى اللافتات وعلى الجدران
ولكنها تزرع فى النفوس وتروى بالسلوك والتطبيق فى التعاملات مع النفس ومع الاخرين من البشر وغير البشر
وانصرافنا عن الاخلاق الحميدة التى كانت اهم ملامحنا سماتنا انصرف عنا كل جميل فى حياتنا
واصبح اللامعقول واقعاً يعيش بيننا حتى الفناه واعتادنا عليه وصار للاسف ضيفاً ثقيلاً عليناً حتى ظن انه صار من اهلنا واحد معالمنا وسماتنا فانعدام الاخلاق اوصلنا أن نرى ما نراه الان من مستحيلات الماضى والتى كانت فقط تروى لنا فى الاساطير والعودة اليها ليس بالشئ المستحيل خاصة أن فى عودتنا اليها عبادة لرب العالمين الذى خلقنا خلفاء له فى ارضه واتضى لنا حسن الخلق فالامم التى سبقتنا فى الدنيا ما سبقتنا الا باخلاقنا نحن وبما كنا نتفاخر به نحن
حتى قال احد علمائنا عندما زارهم وتعامل معهم : رأيت اسلاما بلا مسلمين وهنا ارض الاسلام والعروبة مسلمين بلا اسلام !!!
حتى قبل الاسلام كان العرب يتسمون بها ويتغنون بما يمتلكون من فضائلها
حتى الحروب لها اخلاق لا يتعداها المتحاربين
فالحل الوحيد هو العودة والعودة العودة اليها باسرع وقت أن اردنا أن ننتشل انفسنا مما نحن فيه الان
فلتعد لنا اخلاقنا بايدينا نحن فى المنزل والمدرسة وفى الطرقات وفى العمل وفى التعاملات وغيرها
وكفى ما ضيعناه فى حق انفسنا وحق امتنا وابنائنا الذين نحصد ما زرعناه فيهم اليوم من تجبر وعقوق وصلف وعدم احترام لقيمة العمل ولا للكبير ولا للمرأة حتى كدنا أن نصف حاتنا بانها حياة بلا قيم او اخلاق تحكمها فان عادت الاخلاق الينا من جديد فسوف تنير شمس الحياة من جديد وحينها سيرى كل منا كيف أن هذه الشمس غير التى اعتدنا على ضوئها وسنرى الارض التى تقلنا ونحيا عليها غر الارض التى ستحيا فينا وتقلنا ونحن نحمل اخلاقنا التى ارتضاها لنا الدين الاسلامى الحنيف وكل الاديان السماوية
فدائنا هو نفسه دوائنا
ان اردنا أن يكون لنا وجه امام اجدادنا الذين ورثوا الاخلاق وورثوها لنا فضيعناها نحن بقصد او عن غير قصد ونجنى الان ثمار هذا
وليكن شعار مرحلتنا القادمة ومنهاج عملنا اخلاقنا عودى فأنتى سر قوتنا واهم ما يميزنا