يحتار الكثيرون ويتساءل بعضهم: كيف نقدر أن نكون طموحين وفى نفس الوقت يكون عندنا قناعة؟!.
بداية، مخطئ من يتصور أن القناعة هى نبذ الدنيا والزهد فى المال وعدم السعى للترقى فى الوظائف وتحسين الحال، وتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح .
إن القناعة بمعناها الصحيح لا تتعارض أبداً مع الطموح بمعناه الصحيح، بل إن القناعة هى صمام الأمان للطموح، وهى التى ( تتوجِّه) بمعنى تلبسه التاج وتجعل صاحبه يسعد به ويحس بجمال إنجازه، أو على الأقل يكون راضياً لا ساخطاً حين لا يتحقق ما أراد من طموح بعد أن بذل جهده، فالقناعة السليمة هى التى تكون بعد بذل الجهد كله وليست التى تكون بديلاً لبذل الجهد، البديل هنا ليس اسمه (القناعة) بل اسمه (الكسل) والكسل مذموم بكل اللغات، ويتفق البشر على كرهه وكره أصحابه واعتباره أخطر الطرق للفشل والخمول والخمود والملل والضجر وهو البريد الممتاز للفقر ولتعاسة النفس، وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه من الكسل.
إن الكسل لا يجعل صاحبه يعمل، أما القناعة فهى تجعله راضياً بنتائج عمله بعد أن بذل جهده كله، ولا يلام المرء بعد اجتهاده .