مشوشة جدا بعيدة جدا
أريد أن أكون فيه وجانبه
كل هذا الزحام شبح فراغ
كل هذه الضوضاء صمت
كلمات الإطراء والغزل تزعج أذنى
أود أن أخيط ملامحى فى ملامحه
أود أن أتنفس هواءه
أود لو أمسكت يده
أغرق طويلا فى عطره
أغفو قليلا على كتفه
توقظنى أشعة الشمس
ألملم بقايا الحب
أبدأ يومى بطبع قبلة
أخرج مشرقة بعيون ضاحكة
كأنى شمس حجب نورها كسوف طويل
تنبثق منى طاقات نور
أرى كل شىء كما لو كان وليدا
وليدا جميلا يداعب الكون بضحكات ملائكية
كأنى أخطو خطواتى الأولى
أنبهر بعالم كنت قد سئمته
أعود أتعرف على نكهة الطعام
فقد مرت عقود كنت أمارس الحياة
بلا طعم أو لون أو شعور
أبعث من جديد فى ذلك الكيان
كيان يجذبنى رغم تشابه الأقطاب
كل شىء معه مختلف عن المعتاد
تفشل معه نظريات الاستقراء والاستبطان
يضع منهجا جديدا للفلسفة
إنسانى كانت وديكارت
زرع فى عقل فيلسوف
علمنى كيف أتساءل لأغوص
أيقظ المتمردة الناعسة بداخلى
رفرفت رموش عينيها تعلن نهجا جديدا
أمست تشجب وتعترض وتثور
يمر بنا الكثير من البشر
وننخرط فى الكثير من العلاقات
متوفر دائما الكثير من الكثير
لكن الاستثنائى شحيح
أينما وجدته ثبت جذورك فيه
عمق التجربة
امتد للداخل قدر المستطاع
اترك فقر السطح
دعك من النكهات الصناعية والمفتعلة
اغمض عينيك وتذوق ببطء هذه التجربة البديعة