لما قلت لابن أختي ابن السادسة، الذي اعتاد أن يقابلني بالأحضان والضرب معًا: "لقد أصبحت أتألم من ضربك وأكاد ألا أحتمله؛ لأنك كبِرت ونمت عضلاتك وثقُلت يداك ولولا إحساسي بأن ضربك هذا نوعٌ من المحبة وأنه أسلوبك في التعبير عن هذا الحب لتضايقت منك وانصرفت عنك، فأرجو منك أن تترفق بي بألا تستخدم هذا الأسلوب معي".. سكت قليلًا وقال: "ايه الإحساس ده..يعني ايه إحساس؟!".
فأجبتُه وأنا مبتسمة: "إنه من نِعْم الله علينا، فكما أنعم الله علينا بعقلٍ نفكر به، وهب لنا إحساسًا نستشعر به بواطن الأمور، حتى وإن كانت تتنافى مع ظواهرها، كإحساسي الآن مثلًا بأن ضربك لي، الذي يؤلمني، يوافق محبتك التي تسعدني، أليس كذلك؟".
فرد عليّ: "صح.. بس أنا عايز يبقى عندي إحساس!"