لماذا اختفت من بيننا هذه الأيام، الكلمة الحلوة، ولم نعد نسمعها من صغير أو كبير، لماذا اختفت من دستور حياتنا وقاموس تعاملاتنا، رغم كثرة ثرثرتنا، وإسرافنا فى الكلام (على الفاضى والمليان)، فالكلمة الحلوة لم تكلفنا شىء، بل هى دعوة صريحة للتقنين وعدم الإسراف فى الكلام، فالإسراف فى الكلام رياء، والعبارة مهما طالت تبقى كلمة واحدة لاكتمال المعنى ، فالكلمة الحلوة تخلق المحبة وتلغى الحواجز فى لحظة ، ويتجسد تأثيرها ومغزاها بصدق معناها لتصل إلى القلب فتطرب الأحاسيس ، وتصنع المعجزات ، وأحيانا" الكلمة الحلوة قد تتنحى أحيانا ليحل محلها ما هو أبلغ منها ، ابتسامة مشرقة ، أو نظرة معبرة ، وأحيانا" لا نسمعها لكن نجدها صارخة فى عالم الصمت ، والصمت أحيانا" يكون أبلغ من أى كلام ، فكم من مشاعر توهجت بين حبيبين دون أن ينبسا ببنت شفة ، وكم من رضيع نراه مشدودا" الى صدر أمه تحاوره ويحاورها بنظرات أبلغ من أى نطق ، والكلمة الحلوة صدقة، حتى ولو كانت مكنونة فى الصدور ولا نسمعها لكن حتما" سنحس بها ، فلماذا نبخل على بعضنا البعض بالكلمة الحلوة التى نحن فى أشد الحاجه إليها هذه الأيام ، فلنكن كرماء بالكلمة الحلوة ، ولنطلقها كما نود ان نتلقاها لنكون فى حوزة السعداء ويعم الحب والبهجة فى بيتنا وشارعنا وعملنا وبلدنا !