صالح المسعودى يكتب : هل ماتت المروءة؟

سؤال يتردد كثيراً من وقتٍ لآخر حاملاً تساؤلاً عميقاً بين طياته لما للمروءة من مكانةٍ عظيمةٍ عند من يقدر معناها وقيمتها فى المجتمع فهى إحدى الروابط التى تجعل المجتمع متماسكاً بشكلٍ كبير وعليها يراهن الكثير بسبب معرفته بأن شعوبنا العربيةِ بشكلٍ عام وفى مصرنا الغالية بشكلٍ خاص تمثل المروءة بالنسبة لهم إحدى مشتقات الحياة مثل الماء والهواء . فقد تبادر لذهنى هذا السؤال وغيره من الأسئلةِ وأنا أقرأ بعض الأبيات لأحد الشعراء وهو يتحدث عن المروءة فى قوله ( مررتُ على المروءةِ وهى تبكى فقلتُ عَلَامَ تنتحبِ الفتاةُ فقالت كيف لا أبكى وأهلى جميعاً دون خلق الله ماتواُ ) وبدأت أسأل نفسى ما الأمور التى استجدت فى المجتمع لتجعل هذا السؤال يتردد كثيراً ؟ ، وهل أصاب المروءة ما أصاب المجتمع من تغير مفاجئ فى مفاهيم كثيرة ؟ وهل للخلل الأخلاقى الذى أصاب المجتمعات العربية بعد الربيع العربى ( الموجه) قد أصاب مفهوم المروءة بالضحالة الأخلاقية أيضاً ؟ كان هذا الأمر هو محور حديثى مع صديقى ( أبو طايع ) صاحب الهمة العالية والمروءة المفرطة فكان للحديث عن هذا الأمر مذاق خاص لأنه مع شخص يعى ويعرف قدر المروءة وأهميتها ، فبدأته بسؤالى ( ما الذى أصاب المروءة والشهامة فى أيامنا هذه ؟ ) فيرد بثقة الفرسان ( لماذا يتجنى البعض على المروءة وأصحابها ؟ ، ويكمل حديثه مبرهناً ( كم شخص يموت يومياً فى مصر فقط لأنه حاول أن يطفئ ناراً كادت أن تقضى على الأخضر واليابس ، أو ينقذ مصاباً ، أو غامر بحياته عندما يقوم بالتبرع بالدم ما استطاع لينقذ مريضاً أو مصاباً من الموت ؟ ) قلت له نعم ولكن هناك البعض أيضاً ممن يمرون على الحوادث مرور الكرام غير عابئين بما يحدث للمصابين وكأن المروءة قد انتزعت من ضمائرهم ، وهناك من يقوم على بث الشائعات التى تفتك بالمجتمع غير عابئ أيضا بما لها من عواقب وخيمة على المجتمع ، وهناك من يشهر بالناس أو بوطنه مقابل حفنة من المال وهو ينسى أو يتناسى فضل الله ثم وطنه عليه فهل من يفعل مثل هذه الأمور يتمتع بالمروءة ؟ أم أن المروءة والشهامة منه براء ؟ فيقول صديقى ( قد يكون معك بعض الحق فلكل قاعدة شواذ ) ، ولكن يجب أن تعرف أن من يصنع ذلك قلة ممن ماتت لديهم المروءة والنخوة ، أما الأغلبية فى وطننا العربى الكبير فهم ممن يقدرون المروءة وترى ذلك جلياً فى إكرام الضيف والوقوف فى الأزمات بشكل أو بآخر ( فعند الشدائد تعرف معادن والرجال ) معك حق يا صديقى فالمروءة مقياس حقيقى و( فلتر) لمعادن الناس فهى تظهر الغث من السمين وخاصة فى الأزمات فعندنا فى مصر كانت للحروب والأزمات التى مرت بها مصر نصيب كبير من إبراز المعدن النفيس حتى مع اللصوص ( فلم تسجل أقسام الشرطة فى طول القطر المصرى وعرضه حادث سرقة واحد فى يوم السادس من أكتوبر 1973 وكأن اللصوص تذكروا أن هناك خُلُق اسمه المروءة . وبما أننا نتحدث عن المروءة وأهلها فما أحوجنا أن نقف مع هذا الوطن الغالى بمروءةِ الفرسان حتى يجتاز تلك المرحلة من حياته بعدما كاد أن يسقط فى ( فخ ) الفوضى كما كان مخطط له ، فسوف يذكر التاريخ الذى لا يرحم أحد كيف وقف الشعب المصرى دائماً وأبداً أمام ( السقوط ) فى كل مراحل حياته القديمة والحديثة ، وكيف كان هذا الشعب حائط صد أمام كل ما يحاك بهذا الوطن العربى الكبير بداية من ( التتار ) بعدما عاثوا فساداً ودماراً بمن فى طريقهم مروراً بالحملات الصليبية وصولاً لملحمة أكتوبر المجيدة التى أعادت العزة والكرامة لكل مصرى وعربى ، فمصر ألان تحتاج لمروءة الجميع فى بناء هذا الوطن من جديد حتى يدرك قطار الحضارة والتقدم ليضاهى تاريخه المشرف.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;