منذ عشرات السنوات ونحن نسمع بل ونشارك أحياناً فى شىء اسمه )نقطة فرح) للعريس والعروس وأم العريس وأم العروس.. إلخ! ورغم أن ظاهرها مشاركة اجتماعية جميلة وبدعة حميدة لو كانت فى مكانها الصحيح!! فمثلاً فى إحدى البلاد العربية يوضع كشوف للنواقص لدى العروسين مثل "مكنسة أو خلاط أو مكواه.. إلخ" فى محلات معينة ويكتب على بطاقة الدعوة أسماء تلك المحلات لمن يرغب فى تقديم هدية من الأهل والأصدقاء للعروسين!! ومن فوائد هذاه الفكرة أنها لا تحرج المعازيم وفى نفس الوقت تكون كل الهدايا المقدمة هى لازمة لهم فعلياً فيستفيدوا منها بلا زيادات أو مزايدات!!
لكن وبكل أسف النقطة فى الأفراح عندنا وإن كان هدفها ظاهرياً نبيلاً لتخفيف العبء على العروسين إلا أنها انحرفت عن المسار وباتت عبئاً نفسياً على جميع الأطراف فهى تذاع فى الميكرفون لتحفيز الآخرين وكأننا فى مزاد علنى مما يشعر غير المنقطين فى حرج شديد بين أقرانهم ممن ينقطون بالمئات وربما الآلاف من الجنيهات!! وبالطبع لم تكن نقطة لمساعدة العريس بقدر ما هى للوجاهة الاجتماعية مما يجعل البعض يستدين لكى ينقط حتى لا يكون أقل من أصدقائه!! وللأسف أن المنادى أو (النقيب) كما يسمونه يقول محبات فى النبى والنبى منهم برىء !!
أما العريس المسكين فتبدأ مشكلته منذ اليوم التالى للفرح "الصباحية "حيث يجمع بضعة آلاف من الجنيهات غالباً ما يسدد بهم جزء من مصاريف الفرح ويجد بين يديه دفتر مسجل فيه أسماء أصحاب النقطة والمبالغ أمام كل منهم وهنا يصبح كله سلف!! ودين فكلما حل فرح فى المنطقة أمسك بدفتره لكى يعرف كم لصاحب هذا الفرح عنده، وبالطبع لا بد من الرد بزيادة والويل كل
الويل لو كان هناك عدة أفراح فى وقت واحد ويكون مضطراً لحضورها جميعاً ورد النقطة، مما يضطر البعض للسلف أو بيع ذهب أو غيره ليرد النقطة لأصحابها !!
وآه ثم آه لو ضاع دفتر النقطة أو أتلف لأى سبب فيكون صاحبه فى حال لا يحسد عليها إذ أنه سيتعرض حتما لمواقف سيئة ومحرجة من طرف الدائنين !!
عندما يطالبونه بنقطتهم ليتنا نتحضر فى تصرفنا وتصبح النقطة بمثابة هدية مقدمة لا ننتظر ردها
ومتسامحين فيها أى إن كانت مادية أو عينية ولا نطالب بها إذا لم تسمح الظروف لردها !!