كان يوماً ممطراً.. كئيباً..
ونتائج ومؤشرات طبية لا تقل وصفا عن ذلك اليوم..
أمسكت جهازاً لقياس النبض.. واستجمعت قوايا وحاولت أن أتمالك نفسى أمام أمى..
طمأنتها بأن كل شىء سيكون بخير، وحاولت قياس النبض مرة أخرى.. وثانية.. وتالية.. وأًخرى.. وأخيرة..
ومع كل محاولة يزداد مؤشر النبض هبوطاً، وتزداد دموعى تساقطاً، وتزداد نظرات رجائى لمؤشر النبض أكثر..
بحق كل عمل طيب.. بحق كل ما هو غالى.. بحق كل ماهو ثمين.. أن يرتفع ولو.. قليلاً..
أن يعطيني أملا ولو.. ضعيفاً..
كنت أقاوم فى تلك اللحظة حربا صامتة.. صراعا بينى وبين جيش من الدموع.. قاومتها كى لا تسقط.. وأبت إلا أن تُعلن عن نفسها..
لم أتوقف عن محاولاتى لبث النبض فى جسده النحيل..
لم أتنازل عن محاولة التمسك بأمل ولو ضعيف
لم أستسلم لقراءة المؤشر وعاودت المحاولة مرات ومرات..
لم أتوقف إلا حين طلبت منى أمى أن أكف عن هذا العناد..
وأن أترك الأمر لمن بيده الأمر..
توقف عقلى عن التفكير..
ولم يتوقف جسدى عن تكرار نفس المحاولات بطريقة لا شعورية..!!
فقط حينما اغرورقت عينا أمى بالدموع..
أدركت أنه الخلاص.
لكنك تسكن روحى وعقلى وقلبى رغم البعد والفراق والمسافات، ملامحك تسكن مخيلتى وكلماتك ترشدنى بكل موقف ونصائحك هى دليلى بتلك الحياة ودليل كل من يعرف قلبك ومن يعرف ملامح الإنسانية بكلمتين وهى أن نكون فقط من أصحاب النفوس الراضية ما يجعلنى أتحمل أيامى بدونك أبى هو علمى بأن الحياة مجرد مرحلة وطريق لأصل إليك لأضمك إلى وأستمع لك.