الحب هو أكسير الحياة، يمنحنا مساحة من الراحة والهدوء والسكينة، وبدونه تصبح الحياة جحيم لا يطاق ، ومفتاحه الكلمة الطيبة، هو لنا كالماء للصحراء القاحلة تنبت وتزدهر، والحب لا يُباع ولا يُشترى بالمال ولا بالقصور، فهو أثمن نفيس من أن يكون سلعة.
تزوج الخليفة معاوية بن أبى سفيان من ميسون بنت بحدل، وكانت فقيرة بدوية، لكنها لم تجد السعادة فى القصر مع الجاه والسلطان فأنشدت تقول: لبيتُ تخفقُ الأرواح فيه، أحب إلى من قصٍر مُنيف؛ ويقول الشاعر: عين البغض تبرز كل عيب، وعين الحب لا تجد العيوبا، أى أن المحب لا يرى عيوب محبوبة وبراه جميلًا فى كل حينٍ، حتى وإن اجتمع الناس على قبحه؛ وعين البغض تنقب عن الأخطاء ولا تغفر الزلات، بالبلدى تقف له على الوحدة، وللحب أفاعيل فى سائر المخلوقات، فهو رسول السلام، وبدونهِ يكون على الدنيا السلام.
فالطيور والحيوانات تعيش جماعة فى سلام، والإنسان المحب يعيشُ حالة من الصفاء الروحى يرى من خلاله الكون يغرد أحلى الأناشيد، يمشى على الأرض فلا يُلامسها، ويقال فلان طاير من الفرحة ؛ وارتبط الحب بالوفاء ارتباطاً وثيقاً، فهو أكليل الروابط الإنسانية بين الصديقين والزوجين والوطن، أن لم يكن يصاحب الحب الوفاء، فلا يكون حبا منزها .