بالأمسِ.. لكن ليسَ بالأمسِ القريب
والذكرياتُ لها حديثٌ فى الضلوعِ بلا رقيب
مرَّتْ .. يعانقُ كفَّها كفٌّ صغيرْ
وفراشةٌ ضحكاتُها مزهُوَّةٌ
ببراءةِ الثوبِ القصير
وتلفَّتت ...
لِتذوبَ عيناها كمِلحٍ فوق جرحي
تلك التى أهديتُها عمري وماانتَفَضَت لذبحي
وتعثَّر العطرُ المسافرُ فى دمي
في جملةٍ من لحنِ ذاكَ المبسمِ
وقفَت بلطفٍ واستدارت
تدَّعي صخبَ الزحام
حتى أكونَ قد اقتربْتُ
فربما خانَ الكلام
هي فتنةٌ ..
هي محنةٌ ..
هي لعنةٌ ..
ألقَت خطاياها إلى قدري العنيد
ليُبيحَ كلَّ ذنوبِها وتكونَ لي ذنبي الوحيد
يالعنةَ الأشواقِ رفقاً إنَّني
بَعثرتُ آلامَ الحنينِ على متاهاتِ السفر
ماكنتُ أطوي في الرحيلِ مواجعي
لأعودَ للتحنانِ كي أجني أُخَرْ
تبَّاً لوجهٍ كانَ يوماً ضارعاً في حضرتي
تَّباً لثغرٍ كم غَدَتْ
يوماً لآلِئُهُ نشوَى سوامِرَ نشوتي
تبَّاً لقلبٍ باعني لكنهُ
سيظلُّ يَذكرُ فى الغرامِ محبتي
ماكان قلبي سلعةً عُرِضَتْ عليكِ لتشتريه
لكنني أعطيتُهُ لكِ منحةً وسكنتِ فيه
ماخان يوماً أو أشاحَ بنبضِهِ لتمزِّقيه
فلتُشرِقي أو تَغرُبي
ماعُدتِ شمساً في سمائي
ماتت ورودُ الحبِّ وأزهرَتْ
أشواكُها من كبريائي
ياشاهدَ القبرِ الموارِي خلفَهُ قلبي الشهيد
يالعنةً بينَ الحنايا .. حبُّها ذنبي الوحيد