وصول ضيوف الرحمن بسلام إلى مشعر عرفات بإجراءات احترازية

وصل الحجاج بسلام إلى المشعر المقدس، وجندت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية استعداداتها كافة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام فى المشاعر المقدسة فى موسم الحج الاستثنائي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الاستعدادات شملت تجهيز مسجد " نمرة " بجميع الخدمات التى تضمن تحقيق البروتوكولات الاحترازية، ومنها وضع مسارات للحركة تضمن عدم التداخل بين الحجاج وتحديد بوابات الدخول والخروج ووضع آلية لتوزيع الحجاج داخل المساجد، وتخصيص فريق متخصص للقيام بالتعقيم بشكل مستمر، وتوفير جميع ما يلزم للتعقيم وتحقيق التباعد المطلوب بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وأشارت الوكالة -فى تقرير لها- إلى أن مسجد "نمرة" يعد من أهم المعالم الإسلامية فى مشعر عرفات وبه يصلى حجاج بيت الله صلاتى الظهر والعصر فى يوم عرفة جمعا وقصرا اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومع بزوغ شمس يوم التاسع من ذى الحجة يبدأ حجاج بيت الله الحرام التوافد عليه. وبنى المسجد فى الموضع الذى خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع، وذلك فى أول عهد الخلافة العباسية فى منتصف القرن الثانى الهجرى ، ويقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد فى وادى عرنة وهو وادٍ من أودية مكة المكرمة الذى نهى عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه حيث قال المصطفى صلى عليه وسلم: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادى عرنة ليس من عرفة ، ولكنه قريب منه. وشهد المسجد فى عهد الدولة السعودية وتحديداً فى عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أضخم توسعاته ليصبح بذلك ثانى أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، بتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ 8000 متر مربع، ليستوعب بعد هذه التوسعة نحو 400 ألف مصلّ، ويظهر بست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوى على 64 باباً، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتى الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية. وأنهت الوزارة ممثلة بفرعها فى منطقة مكة المكرمة جميع الأعمال الفنية للمسجد من صيانة وتشغيل ونظافة وتعقيم وتزويده بالسجاد الفاخر ومتابعة مشروع تطوير أنظمة التكييف وتنقية الهواء، وصيانة المولدات الكهربائية، والكاميرات لمتابعة تقديم جميع الخدمات وفق أعلى معايير الجودة، مما يضمن أن يؤدى الحجاج نسكهم بكل يسر وطمأنينة. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فى المشاعر المقدسة أطلقت العام الماضى أكبر مشروع لمعالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء فى مسجدى نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة، حيث تضمن المشروع تركيب 60 وحدة تكييف مركزية تنتج هواءً نقيًّا 100% ، و 122 مروحة طرد للهواء غير النقى بقدرة تكفى لتغيير الهواء مرتين فى الساعة، و 494 وحدة تكييف منفصل دولابي، أما فى مسجد الخيف فقد تم تركيب 13 وحدة تكييف مركزية تنتج هواء نقيًّا 100%، و 30 مروحة طرد للهواء غير النقى بقدرة تكفى لتغيير الهواء مرتين فى الساعة، و214 وحدة تكييف منفصل سقفي.