مقابر الكومنولث.. هِبة بورسعيد لضحايا الحرب العالمية.. لوحة هندسية ذات تناسق حضارى

على الرغم من صغر مساحتها وكونها من أصغر المحافظات المصرية من نواحي المساحة وأعداد السكان، إلا أن كل قطعة فيها تحكي رواية بطولة وفداء وتضحية لإعلاء الوطنية ورفع علم مصر عالياً.. إنها بورسعيد - المدينة الباسلة كما يُطلق عليها. ونحن اليوم أمام قطعة جديدة من هذه المدينة وهي "مقابر الكومنولث" التي جمعت رفات جنود من أديان وعقائد مختلفة دُفِنوا بأرض مصرية، وجاء ذلك خلال فترات الحربين العالمية الأولى والثانية، وتُعد هذه المقابر تاريخية، وتُشرف عليها هيئة الكومنولث لمقابر ضحايا الحربين، التابعة للسفارة البريطانية والتي تقوم بالإشراف على منطقة شمال إفريقيا والتي في مصر منها 15 مقبرة، جعلتهم مصر هبة لضحايا الحربين. وعن تاريخ المكان، قال المهندس محمد بيوض، المؤرخ البورسعيدي، إن هذا المكان "مقابر الكومنولث" هو أحد المقابر الموجود مثيل لها في عدد من المحافظات المصرية لضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية، في فترة الاحتلال البريطاني على مصر، حيث تواجدت ببورسعيد قوات 12 دولة كانوا حلفاء لإنجلترا، وذلك لحماية قناة السويس ذلك الممر الملاحي الهام. وأضاف "بيوض"، في لقائه مع "انفراد"، أن هذه الحرب كانت فترة انتقالية بين البدائية في الحروب والحداثة، فكانت الحرب على الخيول والسلاح هي بنادق وآخرها سلاح أبيض "سنكي"، وجنود آخرين كانوا يحملون السيوف، ولم تكن الطائرات قد ظهرت في ذلك التوقيت، ولكن كانت غالبية الحرب عن طريق البحر ولهذا كان غالبية الجنود المدفونين يرمز إليهم بـ "الهلب" كرمز لصاحب المقبرة أنه بحري. وأوضح المؤرخ البورسعيدي، أن مقابر الكومنولث بالمحافظة، تحوي ما يقرب من 1094 جثمان، وتم اختيار هذا المكان الذي يبعد حوالي 5 كيلومتر عن بورسعيد القديمة، ويجاور مقابر البلد من مسيحيين ويهود ومسلمين. وأشار، إلى أنه منذ اندلاع الحرب وبدأ سقوط الضحايا، كان يتم نقل الجثامين إلى هذا المكان الواقع بحي المناخ - أحد أقدم أحياء بورسعيد، لأنه كان من الصعب نقل رُفات او جثامين الضحايا خلال فترة الحرب إلى موطنهم، موضحاً أنهم كان يخططون نقل هذه الجثامين مرة أخرى إلى بلادهم بعد انتهاء الحرب ولكن استقر بهم الوضع لتكون الجثامين على موضعها في مقابر الكومنولث. واستكمل، أنه استقر الوضع وتم تجهيز المكان بالمساحات الخضراء ووضع المقابر بشكل هندسي رائع حتى مر عليه أكثر من 100 عام، فالشجر الموجود في هذه المقابر هو شجر أثري يعود تاريخه لعشرات السنوات وجذوعه سميكة جداً. ولفت، إلى أنه من الغريب أن هذا المكان لم يمسسه الضرب بالطيران أو المدفعية خلال الحروب التي خاضتها مصر، حتى أن المقابر المجاورة لها طالتها نيران العدوان ولكن تبقى مقابر الكومنولث كما هي، ولم تتعرض إلى أي قصف. ووجه المؤرخ محمد بيوض، دعوة ومناشدة لتكون مقابر الكومنولث مزار سياحي في بورسعيد، ويتم وضعها على الخريطة السياحية للمحافظة، فأحفاد هؤلاء الضحايا يأتون لزيارة الأجداد، بالإضافة إلى أنه لابد من المصريين أن يعلموا قصة هذا المكان، مشيرا إلى أنه من السهل التواصل مع عائلات هؤلاء الضحايا ومكاتباتهم عن طريق البريد الإلكتروني ودعوتهم لزيارة أجدادهم، ما يتسبب في الرواج السياحي لتصبح بورسعيد قاطرة التنمية والوطنية والسياحة أيضا. يذكر أن مقابر الكومنولث، أقيمت على 5 أفدنة جمعوا ما يقرب من 12 جنسية وديانة مختلفين بشكل متناسق في مساحة خضراء وأشجار قديمة جدا، وتضم 1094 مقبرة من بينهم 983 مجند من الذين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى، و111 من الحرب العالمية الثانية منذ 1914 إلى 1918. وكانت من بين الجنسيات للجنود الذين تم دفنهم بهذه الأرض هي: بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزلندا وجنوب إفريقيا والهند وشرق إفريقيا وفرنسا وصربيا وأمريكا.


















































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;