افتتاح أول مدرسة باليه فى الصعيد

لكل منا أحلام وطموحات نرسمها فى خيالنا منذ الصغر، ولكن تختلف من شخص لآخر، البعض اختار أن يكون مهندساً أو طبيباً والآخر موهبته سيطرت عليه واختار الفن، مثل الغناء ورقص الباليه وغيره، ولكن ماذا عن أهالى الصعيد، فأطفالهم أيضاً لهم أحلام وطموحات ولديهم العديد من المواهب المدفونة، بسبب تهميش الصعيد والصورة النمطية المغلوطة عنه، ولكن مع مرور الوقت وتقدم الزمن قرر الآباء والأمهات من الجيل الحالى أن يزرعوا فى أولادهم الأمل ودعمهم فى تحقيق الأحلام، وكل ما حرموا منه بسبب العادات والتقاليد عوضوه فى أبنائهم، وشجعهم على ذلك افتتاح أول مدرسة باليه فى صعيد مصر بمحافظة المنيا، وهنا نأخذ رحلة لعالم تلك المدرسة، نقابل أصحاب فكرتها ونقابل الأهالى الذين قرروا وضع بناتهم فيها، ونقابل الفتيات اللاتى وضعن أول خطوة على طريق تحقيق أحلامهن.

أسس المدرسة مجموعة شبابية تحت عنوان ألوانات التى أكدت أنه كان حلم بالنسبة للفريق، وهو افتتاح أول مدرسة باليه فى صعيد مصر، لأن مثل هذه الأنشطة كانت غير موجودة فى محافظة المنيا والصعيد بأكمله كان شبه محروم منها، وكانت قاصرة على محافظتى القاهرة والإسكندرية.

من جهته قال "ماركو عادل"، مؤسس الفريق، إن المدرسة تضم نحو 150 طفلاً ويوجد بها قاعات باليه لتدريب الأطفال من عمر 4 سنوات حتى 18 سنة، باشتراك رمزى لكل مستوى، بعد إجراء اختبارات لياقة بمعرفه متخصصين محترفين.

وأضاف "عادل"، نحاول أن نكسر المركزية ونوفر الفنون والثقافة فى الصعيد والمنيا بالتحديد، الإقبال شديد على المدرسة وردود الأفعال كانت بين المؤيد والمعارض، وسنسعى لتدريب الأطفال حتى وصولهم لتقديم عروض فى الأوبرا وللعالمية أيضاً.

تحدثت "انفراد" مع أهالى الصعيد الذى قرروا تحطيم العادات والتقاليد السيئة الذى حرمتهم من تحقيق أحلامهم فى الماضى ليعودوا به فى الحاضر، ولكن بتحقيقه فى أبنائهم.

"إنجى كانت تتمنى أن تكون راقصة باليه مثل نيللى كريم، واستيقظت على افتتاح مدرسة فى محافظتها الصعيدية".. هكذا بدأت سارة حسين، والدة الطفلة إنجى التى تبلغ من العمر خمس سنوات كلامها قائلة، "عندما قرأت عن المدرسة فى الفيس بوك لم أتردد وقدمت لها فورا لأنها تعشق الباليه وكانت تحلم به وتعمل حركات راقصات الباليه، وبالنسبة لنظرة المجتمع والصعيد لراقصات الباليه فالوضع تغير تماماً وأصبح الصعيد متحضرا، ولا بد أن يتوافر فى كل مكان سبل لممارسة الرياضة بكل أشكالها، لأن الباليه يعتبر رياضة، ولم نعترض أنا أو والدها لثانية واحدة، وكنت دائما أسأل عن أى مدرسة قريبة وفرحت جدا بمدرسة ألوانات لأنها حققت أحلام فتيات الصعيد.

وأضافت، "ابنتى بمجرد اشتراكها فى المدرسة طلبت من خالها فستان باليه من إيطاليا وتقول لى دائما، "هسمع الكلام وهبقى بالرينا حلوة زى نيلى كريم، لأنها تحبها جدا، المدرسة مش بس حققت حلم الأطفال ولكن الباليه كان حلمى وأنا صغيرة، ولكن نظراً لعدم توافر الإمكانيات فأنا أعوضه فى ابنتى".

بينما قالت المهندسة "ميرفت"، والدة مانويلا ألفى 7 سنوات، "سمعت عن المدرسة من صديقتى وسعدت جدا بها، لأن ابنتى تلعب جمباز منذ ثلاث سنوات، والمدربة الخاصة بها كانت تتمنى أن تلعب باليه، وقالت لى كثيراً، ولكن لا يوجد فى الصعيد متخصصون أو مراكز تدريب للباليه، أما فى مدرسة ألوانات فهم يهتمون جدا بالنظام الغذائى والملابس الخاصة بالأطفال"، مؤكدة أن نظرة الصعيد الآن تغيرت كثيراً، فالإقبال على المدرسة كبير جداً.

وأضافت والدة الطفلة، حلم حياتى أن تتغير نظرة المجتمع للصعيد، وأن يكون للدولة دور وعدم تهميش الصعيد والاهتمام بالأطفال، حيث إن فى المدارس المواد الترفيهية مثل الرسم والموسيقى يأخذونه بشكل منهجى جاد وليس لتنمية المواهب، كان حلمى رقص الباليه وأنا صغيرة وفى ابنتى شعرت أننى حققت حلمى وكأننى ألعب وأنجح وأفوز.

وقالت الدكتورة "دينا والى"، والدة الطفلة جودى 4 سنوات، أنا واحدة من ضمن الناس الذين حرموا من لعب الباليه، نظرا لإهمال الصعيد بمواهب أبنائه، وكانت الأنشطة تقتصر على الرسم والتلوين والحكاوى، وعندما سمعت عن افتتاح مدرسة باليه شعرت بتحقيق الحلم، ولكن فى ابنتى الصغيرة وهى أيضا تعشقه جد، لم أر أى رد فعل سيئ بخصوص الباليه فى الصعيد إلا شخص واحد فقط، قال لى، "يعنى أيه باليه ده هتعمل فيه أيه"، على الرغم من أنه رياضه وليونة، أغلب الأطفال بالمدرسة بنات لأن من الصعب جدا فى الصعيد أن يمارس ولد هذه الرياضة، وحلم حياتى أن جودى تكمل فى المدرسة وتوصل للعالمية .

وأنهت والدة يونا سامر حديثها لـ "انفراد" قائلة، الباليه حلم أهالى الصعيد مثل أحلام كثيرة مدفونة بداخلنا وبداخل أبنائنا، وبافتتاح المدرسة أصبح الحلم حقيقة وعلى أرض الواقع فى الصعيد، أسعى لتحقيق حلم ابنتى الذى حرمت منه وأنا صغيرة وسأوصلها للعالمية لأنها شاطرة جدا وهتوصل. الباليه يغزو ذئاب الجبل بمدرسة فى المنيا للأولاد والبنات




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;