تظاهر آلاف المغاربة الغاضبين فى عدة مدن، مساء الأحد، بعد أن سُحق بائع سمك من مدينة الحسيمة الشمالية حتى الموت فى شاحنة لضغط النفايات أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها منه الشرطة.
وأدى الحادث الذى وقع يوم الجمعة إلى ظهور تعليقات غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعى ضد الانتهاكات الحكومية والظلم. ودعا لاحتجاجات اليوم ناشطون من حركة 20 فبراير التى كانت قد نظمت احتجاجات خلال فترة الربيع العربى عام 2011.
وفى مسعى لتهدئة التوتر أمر العاهل المغربى الملك محمد السادس الذى يقوم بجولة أفريقية وزير الداخلية بزيارة أسرة المتوفى لتقديم العزاء بالنيابة عن القصر.وتعهدت وزارتا الداخلية والعدل بإجراء تحقيق.
ويندر وقوع مظاهرات بهذا الحجم الكبير فى المغرب الذى يملك فيه الملك السلطة النهائية. ونجح المغرب فى تهدئة احتجاجات على غرار تلك التى شهدتها بلدان الربيع العربى عام 2011 من خلال تقديم إصلاحات وإنفاق وتشديد التدابير الأمنية. بينما أطاحت تلك الاحتجاجات بحكام تونس ومصر وليبيا واليمن.
وقال حسين المرابط وهو ناشط من بلدة امزورن حيث شارك الآلاف فى جنازة الضحية والاحتجاجات التى أعقبتها: "لم أر حشدا بهذا الحجم خلال الأعوام القليلة الماضية.. على الأقل منذ عام 2011.. الكل يشعر بأنه سحق فى شاحنة النفايات هنا."
وصادرت الشرطة يوم الجمعة الأسماك التى أحضرها محسن فكرى (31 عاما) بعدما اشتراها من الميناء. كانت السلطات قد منعت صيد أسماك أبو سيف لفترة معينة.
وأفادت السلطات ووسائل إعلام محلية بأن فكرى قفز إلى الشاحنة لمنع إتلاف بضاعته فسحقته شاحنة النفايات بداخلها.
واندلعت المظاهرات فى الحسيمة وبلدات أخرى فى منطقة الريف. وفى الدار البيضاء وفى الرباط العاصمة حيث احتشد المئات مرددين شعارات تفيد بأن محسن فكرى قتل وأن المسؤول عن ذلك هو "المخزن" وهو تعبير يشير إلى المؤسسة الملكية وحلفائها.
ورفع المتظاهرون الغاضبون أيضا شعارات مثل "الجماهير ثورى ثورى على النظام الديكتاتوري" و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح" وطالبوا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وطالبوا بإقالة وزير الداخلية. كما رددوا شعار "الشعب يريد قتلة الشهيد".
ويحمل موت فكرى سمات الشرارة التى أشعلت انتفاضة تونس عام 2011 إذ اندلعت الاحتجاجات بعدما أشعل رجل النار فى نفسه لأن شرطية صادرت الفاكهة والخضار التى كان يبيعها.
واتهم النشطاء ضباط الشرطة بأنهم أمروا القائمين على شاحنة النفايات بسحق فكرى ولكن الشرطة المغربية نفت ذلك فى بيان صدر اليوم.