طالع النخل.. مغامرة طلب الرزق بين الأرض والسماء

ما بين منجل وحبل من الليف لا يتوفر لأصحاب مهنة طلوع النخل أدوات أكثر حداثة مما استخدمها الأجداد في حصاد النخيل، مهنة "طالع النخل" التى يحترفها محمد منصور، يحتفظ بأدوات سبق وأن أستخدمها أجداده الأوائل. يقضي طالع النخل ساعات النهار يقلم جريد النخيل أو يجنلا البلح، وهو معلق بحبل ليفي يربط طرفه بـ"مطلاع" ملفوف حول خصره والنخلة التى يتسلقها بحركات رشيقة وهو حافي القدمين . سبعة وعشرون عاما هي عمر محمد منصور، الذي ورث مهنة "طالع النخل" عن والده واعمامه، يعمل منذ طفولته في مزارع النخيل المنتشرة حول منزله في قرية سميت "أبو بلح" لانتشار أشجار النخيل بها. يقول منصور، أعمل منذ الطفولة في طلوع النخل، في البداية كنت أساعد أعمامي ووالدي في جمع ما يسقط منهم من البلح، ولكن بدأت أقوم بالمهمة كاملة في عمر الـ 17، أصعد النخيل وأقوم بالتقليم وجني البلح". وعند بداية موسم البلح تظهر أكثر من دلالة في مدينة الإسماعيلية، فظهور البلح الأحمر علي النخيل في منتصف شهر سبتمبر، ينبئ هواة صيد الأسماك بموعد ظهور أسماك البوري والسهلية في بحيرة التمساح وقناة السويس بكميات كبيرة. ويستخدم "طالع النخل" أداتان فقط، لطلوع النخل وهى عبارة عن حبل وظهر، وحزام "آيش" يضع فيه بلطة، وطلوع النخل ليس للجني فقط، وإنما نصعد له في مراحل التلقيح وتقويس الأفرع وتقليم الشارد منها. وتوجد هذه المهنة في عمق التاريخ المصري، وتحتل مكانة متميزة بين منتجي البلح في مصر لاعتمادهم عليها كلياً في جنى المحصول، ورعاية أشجار النخيل وبحسب إحصائية وزارة الزراعة المصرية، فإن حجم ثروات مصر من البلح بقرابة 14 مليون نخلة، لعدم وجود آليات زراعية تستطيع التعامل مع النخيل الذي قد يرتفع إلى قدر طابقين من بناية سكنية . يقول محمد "لم أكمل التعليم وخرجت من المدرسة لأعمل مع والدي وأعمامي في العناية بالنخيل، اتنقل طوال العام في مهن موسمية ما بين العناية بالنخيل والزراعات المختلفة بالقرية هنا، أو العمل كعامل في مصنع للملابس الجاهزة في مدينة الإسماعيلية. يتفق طالع النخل أحيانا على حصة من إنتاج النخيل بدلا من المقابل النقدى، ولكن مقومات الصعود تعرضه للخطر، لأن صعوده بقدمين حافيتين ويتعرض لجروح فى قدمه ويديه من احتكاك الحبل. أهمية المهنة والبلح نفسه لا تواكب قيمة الأجر الذى يحصل عليه طالع النخل، يقول محمد المهنة غير مربحة، لكنها فرصة لجمع أموال لتسيير الحال . يقول محمد إن إنتاج النخيل ينذره لله فيتصدق به على الفقراء في القرية ويهادي به أصدقائه ، ويطعم أهله وما يتبقي منه يمكن أن يعرضه للبيع في السوق .








































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;