نشرت صحيفة الرأى الأردنية، عبر موقعها الإلكترونى، كاريكاتيرا ساخر عن أزمة إسقاط إيران الطائرة الأوكرانية، فقد فعل قادة إيران، الذين صدمهم قتل قاسم سليمانى فى الصميم، ما استطاعوا فعله، وهو أن يردوا بقصف صاروخى. أرادت إيران أن ترد بضرب أهداف أمريكية، وأرادت أن يكون هذا واضحا، ولذلك أطلقت الصواريخ من أراضيها.
ولكن كانت هناك قيود عملية وسياسية على تصرف إيران. فقد أرادت أن تفعل شيئا بسرعة، لإعادة التوازن، ولم تسع إلى بدء حرب شاملة، وقيل أيضا إن تحمل إيران لمسؤولية إسقاط طائرة ركاب أوكرانية هو مسعى آخر لتخفيف التوتر. لكن هذا غير صحيح.
كان رد إيران الطبيعى هو أن تنفى ضلوعها. ولكن عندما قالت الولايات المتحدة إن استخباراتها تؤكد العكس، وحينما عثر محققون أوكرانيون على دليل على ضرب صاروخ للطائرة، وعندما أثبت محققون مستقلون صدق مقطع فيديو يظهر إسقاط الطائرة، لم يكن أمام إيران أى مجال إلا التراجع.
وكان من الواضح بعد بدء الجرافات تنظيف المكان من بقايا حطام الطائرة، أن إيران أدركت تماما ما حدث. وإذا كان هناك أى شيء يشير إلى تعرض الطائرة لحادثة، لتركت السلطات الحطام فى مكانه.
ويرجع إقرار طهران بالمسؤولية أكثر إلى مشكلاتها الداخلية. فقد شهدت البلاد قبل أشهر قليلة موجة احتجاجات على الفساد، والمعاناة من الاقتصاد المنهار.
وهكذا استؤنفت الاحتجاجات مرة أخرى من جديد. وهذا يعنى أن الهدف هو الحد من مدى الأضرار فى الداخل، وليس تخفيف التوتر مع الأمريكيين.