نشرت صحيفة القدس السعودية، كاريكاتيرا ساخرا من انتهاك الاحتلال الإسرائيلى حقوق الإنسان، وجرائم الاحتلال الإسرائيلى تتجاوز كل يوم مستويات جديدة فى انتهاك حقوق الإنسان، بداية من حق الحياة وليس انتهاء بحق التعليم والسكن والوصول إلى الخدمات الأساسية، فمنذ أيام هُدمت مائة شقة سكنية فى صور باهر بجوار جدار العزل العنصرى غير القانونى جنوبى القدس، وباشرت جرافات الاحتلال عملها المخزى فى وضح النهار وأمام كاميرات التليفزيون، وترافق التوسع فى هدم المنازل سياسةٌ ثابتة فى توسيع الاستيطان فى الضفة الغربية والقدس المحتلة، والواقع أننا صرنا الآن أمام نظامين منفصلين لحياة السكان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، الأول للمستوطنين اليهود، والثانى للفلسطينيين أصحاب الأرض، إن لم يكن هذا هو الفصل العنصري، فماذا يكون نظام الفصل إذاً؟ إنها جريمة العصر، وتجد للأسف من يبرر لها، ويدافع عنها، ويقدم لها الغطاء السياسي.
فالطفل الفلسطينى لا زال الضحية الأكبر لجريمة الاحتلال، ويكفى أن نعرف أن نحو 20% من ضحايا وجرحى مسيرات العودة الباسلة هم من الأطفال، ونسمع، مع هذا كله، من يريد أن يحرم نحو نصف مليون من الأطفال الفلسطينيين من اللاجئين من حقهم فى التعليم الذى توفره لهم 700 من مدارس الأونروا، فيحاول النيل من هذه الوكالة الدولية التى تقوم بمهمة إنسانية نبيلة عبر التضييق عليها فى التمويل، والإفتئات على ولايتها القانونية المنشأة بموجب قرار دولي.
وقد استقر خطاب حقوق الإنسان فى وعى المواطن العربى خلال العقود الأخيرة.. فصرنا نلمس تجلياته واضحة فيما يدور من نقاش سياسى وإعلامى وثقافى فى الدول العربية... ومن المهم أن نُشير إلى أن تراثنا العربي، الأخلاقى والروحى والديني، لم يكن فى أى وقت بعيداً عن مفهوم حقوق الإنسان أو معادياً له .. بل نقول إن هذا التراث، بمعناه الواسع، هو أصل هذا المفهوم ومنبته الأول .. إذ مثلت الأديان والنظم الأخلاقية والروحية التى نشأت فى الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط أول إشراقة لمفهوم الكرامة البشرية.. والحقوق الأصيلة للإنسان، فى ألا يُستعبد أو يُنتهك فى جسده أو يؤذى فى ضميره أو يُقيد فى حريته.