نظرا لاحتياجى اليومى لشراء العيش الفينو الطازج لزوم المدارس.. وكل يوم يظهر (السايس) بصفارته المزعجة مع اضطرارى للدفع له والبعد عن شر لسانه السليط، سرحت فى البند الشهرى المطلوب منى دفعه لهذا الرجل وغيره فى الأماكن المختلفة (ياه ده مبلغ رايح ع الأرض أنا لازم اعترض ومدفعش مليم للناس دى).
وكانت اللحظة الحاسمة اليومية عند فرن العيش ومع الصفارة المزعجة سمعت ألفاظ نابية وشجار بين السايس وأحد سائقى السيارات، ومع انشغال السايس نجحت ف الهرب منه ومدفعتش ولا مليم، وأوضحت لأولادى إن نفذت قرارى الإيجابى والامتناع عن الدفع، ومدحت قوتى وإصرارى على تنفيذ القرارات مع إعطئهم درسا سريعا عن الشجاعة وإصرار الإنسان فى الدفاع عن مبدئه .....وتانى يوم فى نفس المكان وجدت السايس بغضب شديد وصوت حاد (غفلتينى امبارح يا مدام الحسبة آخر اليوم باظت بسبك)، ومع محاولاتى للرد بلطف دون إظهار ضعف أمام أولادى ونزلت من السيارة ودفعتله اليومين مع بعض، ورضيته كمان ولكن فى السر بعيد عن الأولاد جيل المستقبل المنتظر اه ده مبدأ وانا دايما أحافظ على مبدائى ده أنا قدوه وحسيت إنى اتصرفت صح جدا إنى بعدت عنهم ... وركبت مكانى ومشيت فى هدوء وفوجئت بابنى بيقولى ؛(المبلغ إلى خده السايس دلوقتى أزيد من يومين على فكره هفكرك بكره متدفعلوش ).