نشرت صحيفة الرياض السعودية كاريكاتيرا، يشير إلى أن المملكة العربية السعودية تقود النفط نحو الصعود المنتظم.
وبحسب جريدة الرياض، قادت مؤخرا السعودية الاجتماع الوزاري لتحالف دول أوبك+ المشكل من 23 دولة من كبار منتجي النفط في العالم بالاتفاق على تمديد اتفاقية الخفض المحددة لشهري مايو ويونيو بقدرة 9.7 ملايين برميل وتمديدها لشهر يوليو الذي كانت حصته 7.7 ملايين برميل في اليوم، ما يعني خفض مليوني برميل يوميا وسط ترقب ومتابعة محللي النفط وخبراء الصناعة ومستثمريها في أجواء تفاؤلية مع ارتفاع أسعار النفط الخام، وأجواء مريبة حول تداعيات أزمة كورونا الشديدة على صناعة النفط، وأمنيات تؤكد تصحيح إخفاقات بعض الدول التي لم تلتزم بالحصص التي تعهدوا بخفضها، وسط تأكيدات من العراق ونيجيريا بتعويض القدرات المفقودة في يونيو الجاري، وتوجه التحالف إلى تمديد العمل بخفض إنتاج النفط بالقدرة الحالية 9.7 ملايين برميل يوميا لشهر واحد.
فيما شدد وزير النفط الأمير عبدالعزيز بن سلمان على مطالبة المملكة بضرورة تحقيق أهداف الإنتاج في مايو والالتزام الكامل هذا الشهر وحتى تعويض النقص في الامتثال مع تخفيضات إضافية، في وقت يعقد العالم آمالا على المملكة بقدرتها على توجيه الأمور نحو استعادة استقرار أسواق النفط بعد أن أسهمت اتفاقية مايو في دعم الأسعار التي تزامنت مع عودة اقتصادات العالم.
وساد الاجتماع والاتجاه العام داخل أوبك+ نبرة تمديد الاتفاق لمدة شهر واحد فقط ليوليو الذي كانت حصته السابقة خفض نحو 10% من الصادرات البترولية العالمية ليرتفع الخفض بقدرة مليوني برميل في اليوم من 7.7 ملايين برميل إلى 9.7 ملايين برميل في اليوم، وموافقة الدول على تمديد تخفيضات إنتاج النفط القياسية الحالية ودفع دول مثل العراق ونيجيريا للالتزام بشكل أفضل بالقيود الحالية، بينما قالت الرياض وموسكو بصفة قيادتهما لتحالف أوبك+ في الاجتماع بالرغبة لتمديد آخر حتى أغسطس وربما حتى ديسمبر.
وظل تركيز محللي العالم على محور الاجتماع والاهتمام الأكبر على صفقة تمديد خفض الإنتاج وزيادة نسب الخفض وغيرها من قضايا النفط من حيث الإنتاج والعرض والطلب، إلا أن الأهم الذي ناقشه الاجتماع هو إلى متى الاضطرابات تنتهك سوق الطاقة العالمي، فيما تشدد المملكة على كيفية الاستدامة لأسواق النفط وديمومتها، وعقد جلسة عامة شملت اعتماد جدول الأعمال، والموافقة على محضر الاجتماع العادي 177 والاجتماع الاستثنائي 178، والتقرير المالي لعام 2019، وتقرير مدقق الحسابات لعام 2019.
وناقش الاجتماع في بيان مشترك سبل إعادة تأكيد الالتزام القائم بموجب الاتفاقية، والاشتراك بمفهوم التعويض بمشاركة البلدان غير القادرة على تحقيق المطابقة الكاملة 100 في مايو ويونيو، واستيعاب تعديل الإنتاج المعلق في يوليو وأغسطس. إضافة إلى الإنتاج المتفق عليه بالفعل في سبتمبر 2020، وتمديد المرحلة الأولى من تعديلات العرض في مايو ويونيو لمدة شهر واحد حتى نهاية يوليو 2020. وشدد الاجتماع بالإجماع على أن استمرار الاتفاق الحالي يتوقف على مدى الوفاء بالالتزامات والقدرات.
وقال وزير الطاقة البرازيلي بينتو البوكيرك، إن بلاه مهتمة بسبل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، التي تلقت ضربة من جائحة فيروس كورونا المستجد، وقال إن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان تواصل معه لتبادل الآراء حول الوضع في أسواق النفط، ووجه دعوة للبرازيل لحضور الاجتماع وزراء الطاقة في مجموعة العشرين التي كللت بالنجاح الباهر والصفقة التاريخية.
وقال وزير الطاقة الجزائري ورئيس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، محمد عرقاب إن هناك بوادر كبيرة لانتعاش الاقتصاد العالمي، وبالتالي زيادة الطلب على النفط على المديين القصير والمتوسط، متوقعا أن يسجل البرميل ارتفاعاً قي الأشهر المقبلة في ظل قوة صفقة الخفض التي يقودها أكبر منتج ومصدر للنفط الخام المملكة وروسيا. وقال وزير النفط الجزائري إن الطلب آخذ في الارتفاع لكن التحديات ما زالت تنتظر السوق.
وقال وزير فنزويلا نحتاج إلى استقرار الطاقة وأسعار عادلة ومستقرة في سوق الهيدروكربونات، ولكن يجب أن نواصل التقدم في الحوار والتعاون، فضلا عن تفضيل "الآلية الفاضلة" لإعلان التعاون بين أوبك وحلفائها.
وتتضمن العناصر الرئيسة للصفقة المقترحة إعادة تأكيد الالتزامات القائمة وتنفيذها في الوقت المناسب من قبل جميع الأعضاء، وتمديد قطع 9.7 ملايين برميل في اليوم لمدة شهر آخر، ولفت نظر الأعضاء الذين لم يمتثلوا بشكل كامل للتعويض عن نقص الإنتاج في سبتمبر. ووافق التحالف المعروف باسم أوبك+ سابقًا على خفض الإمدادات بمقدار قياسي بلغ 9.7 ملايين برميل يوميًا خلال الفترة من مايو إلى يونيو لدعم الأسعار التي انهارت بسبب أزمة الفيروسات التاجية. ومن المقرر أن تنخفض التخفيضات إلى 7.7 ملايين برميل يوميا من يوليو إلى ديسمبر، قبل أن يتفق الاجتماع أخيرا على خفض حصص يوليو بما يعادل مليوني برميل يوميا.
وارتفع خام القياس العالمي برنت الذي انخفض إلى ما دون 20 دولارًا للبرميل في أبريل، ما يقرب من 6 ٪ يوم الجمعة لينهي عند أعلى مستوى في ثلاثة أشهر فوق 42 دولارًا ولا يزال هذا أقل من ثلث سعر النفط في نهاية عام 2019. وقالت منظمة أوبك يوم الجمعة إن مؤتمرات الفيديو يوم السبت تبدأ بمحادثات بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في الساعة 1200 بتوقيت جرينتش يليها اجتماع لمجموعة أوبك + الساعة 1400 بتوقيت جرينتش.
وكرر اجتماع أوبك+ أنه سيكون جهداً عالمياً لم يسبق له مثيل تشارك فيه أميركا التي دعت المملكة لتكوين تحالف نفطي جاري تأسيسه. وقالت وزارة الطاقة إن الوزير دان برويليت تحدث إلى نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وأن الطرفين اتفقا على مواصلة التباحث بخصوص أسواق النفط العالمية.
وقالت وزيرة الدولة النيجيري للموارد البترولية، تيميبر سيلفا، إن بلادها تستهدف تحقيق الامتثال الكامل وأعلن رسمياً الموافقة على خفض إنتاج يوليو، وهو تمديد قرار 12 أبريل رغم تحفظات دولة أو دولتين عضوين. وكررت وزارة النفط النيجيرية تأكيد التزامها بموجب الاتفاق الحالي وتؤيد مفهوم التعويض من قبل الدول غير القادرة على تحقيق التوافق التام 100٪ في مايو ويونيو لاستيعابه في يوليو وأغسطس وسبتمبر. وقالت مصادر أوبك إن تمديد التخفيضات مرهون بالامتثال حيث يتعين على الدول التي تجاوزت حصتها في مايو ويونيو تعويضها بخفض مزيد في الأشهر المقبلة. وقالت مصادر بمنظمة أوبك إن العراق الذي شهد أحد أسوأ معدلات الامتثال في مايو وافق على تخفيضات إضافية. ولم يتضح كيف سيخفض العراق الإنتاج بالضبط ويتفق مع شركات النفط الكبرى العاملة في البلاد لتقليص الإنتاج.