حاولت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التعبير عما يحدث على الساحة اللبنانية من خلافات بين الفرقاء حول تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذى أدى إلى دخول لبنان إلى نفق مظلم .
وكان الكاتب الصحفى والمحلل السياسى اللبنانى ريكاردو الشدياق، قال في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن "القوى السياسية في لبنان تعيش حالة ضياع فعلية، فهي تنتظر حسم الجدل حول الانتخابات الأمريكية وصدور قرار المحكمة العليا وولادة الإدارة الجديدة والسياسة التي ستتبعها حيال الشرق الأوسط ولبنان، لتبني على الشيء مقتضاه، علماً بأن الأمور تسير في منحى مختلف تماماً داخل الإدارة الأمريكيّة، وما لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا إلا دليل على ذلك".
وجزم الشدياق بأن الفترة المقبلة مفصلية في واشنطن، لأن الكونجرس سيجتمع لاختيار المندوبين الذين سيتولون انتخاب رئيسه، كما أن المعركة في مجلس الشيوخ لم تُحسَم بعد، فنحن أمام انتخابات لأعضاء في المجلس في 5 يناير 2021".
أما بالنسبة للبنان، فيُذكر بأن السياسة الخارجيّة الأمريكيّة مُتّفق عليها سلفاً بين "الجمهوري" و"الديمقراطي" وهي تقوم على الحزم في مسألة تطبيق العقوبات بحقّ الجهات المرتبطة بـ"حزب الله" في الداخل اللبناني، ومحاسبة المتورّطين بالفساد تبعاً لقانون "ماجنتسكي"، من دون أن ننسى مسار تطبيق "قانون قيصر" الذي سيمتد لسنوات على مستوى سوريا ولبنان".
وكشف الشدياق أنّه "سيتبع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سلسلة من أسماء الصفّ الأوّل، واللافت أنها ستشمل شخصيات بارزة مما كان يُعرَف سابقاً بقوى 14 آذار"، مركّزاً على أنّه لم يعد مُهمّاً إن كانت ستتألّف الحكومة أو لا، أو إن كان سينجح سعد الحريري أو سيفشل، فما ترفض القوى السياسيّة في السلطة قوله في العَلَن إنّ المرحلة المقبلة ليست مرحلة حلول، والجميع يعلم خلف الكواليس أنّ الأساس اليوم لا يبدأ بتشكيل حكومة، أيّاً كان شكلها وأيّاً كان رئيسها وأيّاً كانت قدراتها، فلبنان يُفاوض الإسرائيليين حول حدوده البحريّة بإدارة أمريكيّة، ويُطلّ، انطلاقاً من ذلك، استراتيجياً على تغيّرات جذريّة ستحكم مستقبله، وهو الأمر الذي بدأت القوى السياسيّة بالإستعداد له مبطّناً، وفي مقدّمتهم "حزب الله".
أمّا عن إمكانيّة ولادة الحكومة قريباً، فقال: "لا استشارات ولا اتّصالات جديّة قبل العام المقبل 2021، ولن تولد إلاّ بفعل حصول تحوّل مفصلي بإشراف أميركي"، مردفاً: "لا مساعدات للبنان، لا فرنسيّة ولا سواها، في ظلّ هذه السلطة التي تُشرف على صدور نتائج التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت في ضوء تحقيقات المكتب الفيدرالي الأميركي والتحقيقات الفرنسيّة".