نشرت صحيفة "الوطن" العمانية كاريكاتير يسلط الضوء على ما يحدث في الشرق الأوسط من أحداث دموية، ويسطرها حروف من دم، فالشرق الأوسط يعتبر قديما من أهم الحضارات فى تاريخ البشرية، ومنها الحضارة الإسلامية، مفسِّراً سبب استهداف هذه المنطقة وأهميتها، ومعلِّلاً ما ضربها من أحداث وما تناوب عليها من حضارات.
وصور الكاريكاتير شخص يرتدى ملابس العرب ويدياه مرفوعتان للسلام إلا أن هناك شخص أخر يمسك في يده سلاح ويكتب على ظهر العربى التاريخ الحديث بالدم .
فلم ينفتح القرن الواحد والعشرون، ويا للأسف، على الشرق الأوسط بطالع أفضل من القرنين السابقين، حيث أنه استُهلّ بهجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001م فى نيويورك وواشنطن التى نُسبت إلى تنظيم القاعدة الإرهابى الغامض، أدت هذه الهجمات إلى قيام ائتلاف عسكرى برعاية أميركية بغزو أفغانستان، ومن بعدها العراق، وهكذا، فإن موضوع "صراع الحضارات".
فقد شكلت المنطقة، بالتأكيد، مهد الديانات التوحيدية الثلاث. وطبعت هذه ببصماتها المختلفة ليس الشرق الأوسط وحسب، بل أوروبا أيضاً، بالإضافة إلى أجزاء كبرى من القارة الآسيوية الشاسعة. وهى لم تنجح مع ذلك فى توحيد أو ضم شعوب مختلفة سوى فى خلال بعض الحقبات، وحتى فى قلب ميادين الديانات التوحيدية ذات الطوحات الشاملة، شكّلت الانشقاقات، والهرطقات، والتفسيرات المتباعدة للدين ثابتة التاريخ الدينى والسياسى نفسه. وهكذا، كما سنرى، فإن عرضنا حول الشرق الأوسط يرفض المقاربة الحصرية من خلال المؤشرات التاريخية الدينية.