نشرت صحيفة "الوطن" العمانية كاريكاتيرا سخرت فيه من أفعال الغرب مع اللاجئين، حيث أن الناظر إلى حدود بعض الدول الغربية، خصوصا الأوروبية منها، سيلحظ كأن الحرب على الأبواب، والحروب تستعر بين الجيوش الجرارة فى الأغلب، أو فى أقل تقدير بين جيوش وعساكر الدول بغض الطرف عن مدى وماهية التسليح.
إلا أن هذه الحرب تدور رحاها بين جيوش مدججة حتى أسنانها بالسلاح وشرطة فى حوزتها أقسى ما استنبطه البشر فى السيطرة على الآخر وبين أناس عزل اقتلعوا من مجتمعات وثقافات نتيجة موجات عنف رهيبة حولت دولهم إلى دول فاشلة.
هؤلاء الناس الضعفاء يهيمون على وجوههم الآن بحثا عن مأوى بعد أن ضاقت بهم الدنيا، فى دواخل أنفسهم اعتقدوا أن إنسانية الغرب ستأويهم، إلا أنهم اصطدموا بجدار من الأسلاك الشائكة وصفوف من آلاف العساكر ترمى بهم خارج حدود دولها.
فالدول الغربية وحكوماتها فى حالة طوارئ لما يمكن أن تحدثه الموجة الجديدة من اللاجئين التى تطرق أبواب دولها.
شخصيا تأثرت كثيرا بهذا الموجة بالذات لأن فيها الدليل القاطع كيف أن الأقوياء يستغلون الضعفاء، وكيف أن الضعفاء يجرى تنميطهم كأنهم الخطر الكبير الذى يهدد البشرية وليس شيئا آخر.
وهذه الموجة تظهر، بعد ما بدا أن الغرب قد ضاق ذرعا بتدفق اللاجئين إلى دياره، وأن الضعفاء لا قيمة لهم عدا كونهم بيادق فى سياسة المحاور وسياسة تحقيق نقاط سياسية ذات أبعاد استراتيجية، وأن سياسة اللجوء لا علاقة لها بالبعد الإنساني، كما يراد لنا أن نعرف.