استغلال الخطاب الدينى وتوظيفه بشكل مشوّه ومضلل، هو المدخل التقليدى لكثير من الجماعات الإرهابية لتجنيد عناصر جديدها وتوظيفها فى تنفيذ أعمال معادية للإنسانية، وللدين نفسه، تنتهك النصوص والقيم وتشوّه ما خلقه الله جميلاً، ولا شكّ سيكتشف الضالون ضلالهم بعدما لا يكون لديهم متسع للعودة والاعتذار والإنابة، وسيعلمون أى منقلب ينقلبون.
الفنان محمد عبد اللطيف يلتقط هذه النقطة بذكاء، معالجًا فكرة التضارب بين الخطاب الدينى المتشدّد، المشوّه للنصوص والعقيدة وفلسفتها، وبين حقيقة الدين وما جاء ليدعونا إليه، بمشهد شديد التكثيف والاختزال والكشف، حول هذا الإرهابى الذى نفذ ما أمره به شيوخه المتطرفين، واعدين إيّاه بالجنة و"حور العين"، ولكنه فوجئ بأن مآله نار جهنم، إذ يقول الإرهابى الذى يتدلى من سحابة، وكأنه روح هائمة، لشيخه الملتحى ضخم الجثة وعابس الوجه، فيما يشبه الرد على سؤال الشخص الضخم له عن المتع الشهوانية التى وعده بها: "حور عين مين يا عم ده أنا بتشوى هنا".
كاريكاتير انفراد