بعد سلسلة طويلة من المواقف والتحركات المعادية لأمن الدول العربية واستقرارها، استطاعت مصر إقناع القوى الكبرى بالمنطقة، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات، بحجم ما تشكله الدوحة من تهديد للأمة ومصالحها وشروط بقائها، لتتحرك الدول العربية أخيرا، وبدفع واع ومدعوم بالمعلومات والوثائق التى وفرتها مصر، لوضع نقطة واضحة فى نهاية جملة قطر الداعمة للإرهاب والتطرف والمعادية لأشقائها وجيرانها.
بدأت التحركات العربية بإعلان المقاطعة الدبلوماسية لقطر، من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فى 5 يونيو الماضى، تبعتها عدد من الدول الآسيوية والأفريقية، ومع استمرار العناد والتحدى من جانب الدوحة، تطور الأمر لإعلان قائمة تضم 13 مطلبا، يتعين على قطر تنفيذها والتخلى عن دعم الإرهاب للعودة لأشقائها وإغلاق صفحة تجاوزها، وقبل انقضاء مهلة الأيام الـ10 اليوم الاثنين، توسط أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، لإقناع الدول العربية بتمديد المهلة 48 ساعة، وهو ما تم بالفعل.
فى كاريكاتير "انفراد" تلتقط الريشة حجم التشابه بين الظرف القطرى الراهن، ومهلة الـ48 ساعة، وظرف شبيه قبل 4 سنوات، حينما منحت الدولة المصرية ومؤسساتها مهلة 48 ساعة لجماعة الإخوان الإرهابية للتخلى عن ممارستها والاستجابة للمطالب الشعبية، وهو ما واجهته الجماعة بقدر كبير من التحدى، قاد فى النهاية للإطاحة بها فى ثورة شعبية عارمة فى 30 يونيو 2013.
فى الكاريكاتير يظهر تميم بن حمد آل ثانى جالسا على عرش قطر، وأمامه شخص إخوانى، يحمل حقيبة عليها شعار رابعة الذى ترفعه الجماعة للمتاجرة به دوليا، بينما يبدو "تميم" مرعوبا وهو يسأل عما شهدته الجماعة بعدما ماطلت ورفضت إرادة الشعب المصرى وتهربت من مهلة الـ48 ساعة قبل 4 سنوات.