قالت نادية مبروك، رئيس الإذاعة المصرية، إن التوجه الذى سعى إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه منصبه هو إعادة مصر لدورها الريادى فى أفريقيا، وتوطيد العلاقات الأفريقية إيمانًا منه بأن قوة شعوب القارة تنبع من وحدتها.
جاء ذلك خلال لقاء مبروك بوفد من الإعلاميين والإذاعيين الأفارقة المشاركين فى الدورة التدريبية التاسعة عشرة للناطقين باللغة العربية، التى ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية فى مجال التدريب الإذاعى والتليفزيونى، بحضور رئيس شبكة الإذاعات الموجهة الإذاعية سناء الشافعى، ومدير عام الإذاعات الوطنية الأفريقية بقطاع الإذاعة المصرية الإذاعى حازم عبد الوهاب.
وأكدت مبروك حرص مصر الدائم على عقد مثل هذه الدورات التدريبية من أجل إعادة روح الترابط بين أبناء القارة الواحدة وتوطيد العلاقات بين الشعوب الأفريقية، بعد فترة من التباعد شهدتها القارة السمراء، مشيرة إلى أن أفريقيا هى العمق الجغرافى والتاريخى لمصر.
وأشارت إلى أن الإذاعة المصرية حرصت على أن تبث موجات الإذاعات الموجهة لأفريقيا عبر "عرب سات" لتغطيته كل بقاع القارة الأفريقية، وأنها تسعى بالتعاون مع لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان إلى تقوية الموجات الإذاعية حتى تصل لشتى بقاع القارة السمراء بكفاءة عالية خلال الفترة المقبلة، ما يساعد فى تقوية علاقات مصر الأفريقية بشكل أكبر، ويصبح صوت مصر مسموعًا بالدول الأفريقية، كما يصبح لدى الشعوب الأفريقية دراية بكل ما يحدث فى مصر.
وتحدث الإعلاميون الأفارقة خلال اللقاء عن إمكانية بث بعض البرامج الدينية التى تتناول القرآن الكريم وتفسيره، إلى جانب بث بعض البرامج الدعوية وإرسالها لمختلف البلاد الأفريقية.
وفى هذا الإطار، أكدت نادية مبروك سعى الإذاعة لعقد الكثير من الاتفاقيات فى هذا الشأن، وأنه سيتم توسيع نطاق البث بالتعاون مع اتحاد الإذاعات الإسلامية.
واستعرضت نادية مبروك إنجازات الإذاعة المصرية فى مجال التعاون الإعلامى مع مختلف دول القارة الأفريقية بعقد اتفاقيات ثنائية مع الهيئات الإعلامية فى هذه الدول بهدف تبادل البرامج الإذاعية لتصل إلى مختلف البلدان الأفريقية على موجات "إف إم" حتى تكون مسموعة بوضوح.
من جانبها، تحدثت رئيس شبكة الإذاعات الموجهة سناء الشافعى عن كيان الإذاعة الأفريقية وشبكة الإذاعات الموجهة وما تتضمنه من عشر محطات إذاعية تبث بلغات أفريقية مختلفة، حيث تعد تلك المحطات متكاملة المضمون بما تقدمه من أشكال ومواد إذاعية مختلفة، موضحة للإعلاميين الأفارقة الدور الرئيس الذى تلعبه الشبكة فى إبراز العوامل المشتركة بين الثقافات الأفريقية المختلفة وجذور العلاقات التاريخية التى شكلت الأهداف الموحدة لجميع الدول الأفريقية.
وأشارت الشافعى إلى أن برامج الإذاعات الموجهة لا تتناول فقط القضايا السياسية، بل تركز فى الأساس على العلاقات بين الشعوب الأفريقية لأن تلك العلاقات هى الأقوى والأكثر بقاء، مشددة على ضرورة الاهتمام بنقل الصورة الصحيحة لمصر كما رأوها على أرض الواقع، ودحض الشائعات التى يروجها بعض وسائل الإعلام العالمية، وأن يعرفوا الحقيقة من مصدرها لأن الدقة والمهنية هما أساس العمل الإعلامى.
بدوره، تحدث حازم عبد الوهاب مدير عام الإذاعات الوطنية الأفريقية بالإذاعة المصرية مع الإعلاميين الأفارقة عن مذكرات التفاهم الإعلامى والاتفاقيات الدولية التى تبرم ما بين وزارة الخارجية المصرية والدول الأفريقية فى إطار التبادل الإعلامى ما بين الإذاعات الخارجية والإذاعة المصرية، مشيرًا إلى نوعية البرامج التى تبث على شبكة الإذاعات الموجهة والتى يتم تخصيص بعضها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتبث بكل اللغات الأفريقية المختلفة.
وفى نهاية اللقاء، أوصت رئيس الإذاعة المصرية الإعلاميين الأفارقة بضرورة أن يكونوا سفراء لمصر فى بلادهم، وأن يكون هناك تواصل وتكامل بين الجانبين، مضيفة: "مصر تسعد دائما بوجود أبناء أفريقيا على أرضها، متمنية لهم اجتياز دورة تدريبية ناجحة يحصلون من خلالها على مزيد من الخبرات الإعلامية المصرية فى مجال العمل الإذاعى والتليفزيونى".