هل مازالت تلك "القشعريرة" تنتابك حينما تسمع للموسيقى التصويرية لمسلسل الكارتون "بكار" ؟ .. إذن فمن المؤكد أنك عاصرت ذلك الجيل الذهبى الذى رأى هذا الطفل النوبى صاحب الكف الرقيق والصغير بحسب ما وصفه الكينج محمد منير فى تتر هذا العمل العظيم .
أجمل ما فى هذا العمل الذى كان الكبار قبل الأطفال ينتظرونه من العام للعمل، هو الخصوصية، فبكار شخصية مصرية خالصة تعكس حضارة عظيمة أضاءت من جنوب الوادى نورها للعالم بأسره.
"بكار" هو نهاية لسلالة طويلة من أعمال الكارتون المصرية والتى يبدو أنها فى السنوات الأخيرة قد انقرضت أو ربما تكاسل صناع هذه الحرفة عن انتاج المزيد منها .
صاحب براءة هذا الاختراع هى المخرجة الراحلة بالتليفزيون المصرى منى أبو النصر، التى شكلت مع السيناريست عمرو سمير عاطف ثنائى مميز أبهر الأطفال المصريين بالعديد من الأفكار على مدار سنوات عرض المسلسل، بخلاف الشخصيات الثنائية التى تعلق بها الجمهور لصدق العمل مثل "رشيدة" المعزة الخاصة ببكار، و"حسونة" ذلك الطفل الشقى و"مشرط" رمز الشر فى العمل وزعيم العصابة التى دائما يطاردها بكار .
الكلمات الساحرة للمقدمة والنهاية كتبتها الشاعرة كوثر مصطفى وتقول فى بدايتها "من صغره وصغر سنه عارف معنى انه .. من قلبه وروحه مصرى والنيل جواه بيسرى".